متى يحق للمريد دخول الخلوة
الكاتب: الشيخ مخلف العلي القادري
متى يصح دخول المريد
في الخلوات
أما الوقت الذي يجوز للمريد السالك أن يدخل الخلوة فيه فهو متروك للشيخ
المرشد فهو الخبير البصير بمريده وسلوكه وهو وحده من يعرف متى يصبح المريد مؤهلاً
للخلوة فإذا عرف منه الأهلية للخلوة أمره بها، وأجاز بعض العارفين للمريد أنْ
يستأذن الشيخ بدخولها إن وجد في نفسه القدرة على ذلك، ويحذر من الإلحاح بطلبها؛ بل
يكتفي بأن يعرض الأمر على شيخه مرة ويصمت ولا يكرر الطلب.
وينبغي أن يحذر المريد من طلب خلوة بعينها، بل يترك الأمر لشيخه لينظر
ويقرر فيه ويختار له ما يناسبه، فإن تكرار الطلبات والإلحاح والتعيين من الأمور
المنبوذة عند أهل الطريق، لأنها تنبي عن أمرين:
الأول: عدم
الثقة واليقين بالشيخ.
الثاني: قلة الصبر وكثرة العجلة عند المريد.
والمعمول به عندنا أنَّ المريد يمكن أن يدخلها بعد سلوكه للطريق وأخذه
للعهد والبيعة، وبعد الانتهاء من أسماء الأنفس السبعة في الطريق كما بينها سيدي
الشيخ عبد القادر.
ويجب أن يصل لمرحلة يعتقد فيها بكمال الولاية لشيخه وبلوغ مقام الإرشاد
ووصل لحالة يقبل فيها أوامر الشيخ وتعليماته بكل محبة ودون تثاقل، وقتها يكون قد
بلغ مرحلة تؤهله لدخول الخلوة الشريفة والله أعلم.
نقلاً عن كتاب
العقد الفريد في بيان خلوة التوحيد
للشيخ مخلف العلي الحذيفي القادري
حقوق النشر والطباعة محفوظة للمؤلف