الشروط والآداب العامة في الخلوة
الكاتب: الشيخ مخلف العلي القادري
الآداب والشروط العامة المطلوبة
أثناء الخلوة
1) من أهم
شرائط الخلوة هو الصوم إلا في حال عذرٍ يمنعك منه، ويجب أن يكون الأكل بقدر
الحاجة، وتقلل من طعامك بقدر المستطاع، لأن في ذلك تضييقاً على الشيطان، وتأديباً
للنفس.
2) المحافظة على الوضوء طيلة الوقت، واحذر أن
تتهاون بهذا الأدب فإنك جليس الله عز وجل ولابد من الطهارة دون انقطاع لأنها سبب
لظهور الأنوار ونزول التجليات الإلهية، بل ورد عن بعض المشايخ ومنهم سيدي عبد
القادر قدس الله سره أنه كان ينام بخلوته جالساً متمكناً، بمعنى أنه ممكناً مقعدته
على الأرض، وذلك حفاظاً على وضوئه كما هو عند الشافعية.
3) عدم الكلام إلا لحاجة ضرورية وشرعية إلا مع
شيخك أو من يشرف على خلوتك فإنَّ كثرة الكلام تذهب بهجة القلب وتطفئ نور الوجه، فأمسك
لسانك ما استطعت إلا لضرورة شديدة.
4) عدم التوقف عند العدد المطلوب بل الزيادة عليه
ما استطعت ذلك لتعوض التقصير في الخشوع والحضور، واحذر من القصور عن العدد
المطلوب، بل يجب عليك الزيادة عليه دائماً.
5) الجلوس على الركبتين كجلسة الصلاة مستقبلاً
القبلة الشريفة وإلاَّ فمتربعاً، فإن تعبت أو نعست فجدد الوضوء وامشِ، وتجنب
الاستناد على الجدار والسواري، إلا لحاجة وضرورة صحية، وسنبين لك آداب جلسة الذكر
كاملة بعد قليل.
6) المحافظة على أورادك اليومية التي عينها لك
الشيخ خارج خلوتك ولا تتركها وتقول لا حاجة لها في الخلوة، فإن ذلك يعلمك التكاسل
عنها ، واعلم أنها تقوي وتسرع الفتح لديك.
7) التركيز أثناء القراءة وبذل الجهد لكي تكون
القراءة في مجلسٍ واحدٍ، والعينان مغمضتين واستحضار معنى الذكر وعظمة المذكور،
وعدم الالتفات إلى كل ما يشغلك عن الحضور مع الحق عز وجل، وتجلس كوضعية جلسة
الصلاة كما بينَّا سابقاً.
8) المداومة
على الرابطة الشريفة في كل يوم لما لها من النفع العظيم وأفضل وقتها بعد صلاة
الظهر، وإن كررتها صباحاً ومساءً فهو خير لك، وستجد كيفيتها مفصلة بآخر الكتاب.
9) وقت النوم المستحب للمريد يكون ما بين صلاة
الضحى حتى صلاة الظهر، وإن شعرت بالتعب في الليل فحاول تجديد الوضوء ودفع النعاس
فإنْ لم تستطع فيجوز النوم قليلاً ثم استئناف عملك واحذر من النوم كثيراً فإنه سم
قاتل في الخلوة.
10) لا تغفل عن الدعاء لنفسك ولشيخك في كل سجود
وركوع وبعد كل صلاة ووقت السحر وفي كل أحوالك في الخلوة واطلب الفتح الكامل مع
الاستقامة والعقل والنور والتمكين.
11) ملازمة الذكر والمداومة عليه وعدم تركه بأي حال
من الأحوال، واعلم أن شرط الانتفاع بالذكر هو المداومة، قال الإمام القشيريُّ
في رسالته: الذِّكر
ركن قويٌّ في الطَّريقِ بل هو العمدة، ولا يصل أحدٌ إلى اللهِ إلاَّ بدوام
الذِّكرِ، فإذا
شعرت بالملل والرغبة بالتوقف فكلم شيخك فوراً لأن هذه علامة غير طيبة في الخلوة، فلابد
من مراجعة الشيخ ليتداركك ويعيدك لذكرك، حتى لا تطرد من مجالسة ربك سبحانه وتعالى.
12) إذا خرجت لقضاء الحاجة أو للصلاة فلا تترك رأسك
مكشوفاً بل استر رأسك وأطرقه إلى الأرض ولا تكثر الالتفات، وإن استطعت فاستر وجهك
كله فهذا مما أوصى به القوم، وردد كلمة التوحيد في كل خطوة في ذهابك وإيابك، إلا
عند دخول الخلاء فامسك عن الذكر، وليبقى قلبك حاضراً في كل حال من أحوالك.
نقلاً عن كتاب
العقد الفريد في بيان خلوة التوحيد
للشيخ مخلف العلي الحذيفي القادري
حقوق النشر والطباعة محفوظة للمؤلف