جديد الموقع
الشيخ أبو بكر القادري => سير مشايخ الطريقة ۞ أهم مشاكل التصوف المعاصر => مقالات في التصوف ۞ اختلاف الأمة المضحك المبكي => مقالات الشيخ القادري ۞ آداب المريدين => مؤلفات الشيخ القادري ۞ دعاء عظيم للحمل والذرية => فوائد ومجربات ۞ الصلاة الكبرى للجيلاني => مؤلفات الشيخ القادري ۞ الحرز الجامع والسيف المانع => مؤلفات الشيخ القادري ۞ درس تجربة => دروس ومحاضرات فيديو ۞ الوفاء لأهل العطاء => التعريف بشيوخ الطريقة ۞ تبصرة المسلمين وكفاية المحبين => مؤلفات الشيخ القادري ۞
الورد

فضل الصلاة على النبي

الكاتب: الشيخ القادري

تاريخ النشر: 15-07-2022 القراءة: 2244

فَضْلُ الصَّلَاةِ عَلَى النَّبِيِّ

صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ

قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) [الأحزاب: 56]. يُرْوَى أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: «جَاءَ يَوْمَاً وَالْبُشْرَى تُرَى فِي وَجْهِهِ، فَقَالَ: إِنَّهُ جَاءَنِي جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ فَقَالَ: إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَقُولُ: أَمَا تَرْضَى يَا مُحَمَّدُ أَنَّهُ لَا يُصَلِّي عَلَيْكَ مِنْ أُمَّتِكَ إِلَّا صَلَّيْتُ عَلَيْهِ عَشْرَاً، وَلَا يُسَلِّمُ عَلَيْكَ مِنْ أُمَّتِكَ إِلَّا سَلَّمْتُ عَلَيْهِ عَشْرَاً»([1]). وَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَكْثَرُهُمْ عَلَيَّ صَلَاةً»([2]). وَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَّتْ عَلَيْهِ الْمَلَائِكَةُ مَا دَامَ يُصَلِّي عَلَيَّ، فَلْيُقِلِّلْ عِنْدَ ذَلِكَ أَوْ لِيُكْثِرْ»([3]). وَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: «بَحَسْبِ الْمَرْءِ مِنَ الْبُخْلِ أَنْ أُذْكَرَ عِنْدَهُ وَلَا يُصَلِّي عَلَيَّ»([4]). وَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: «أَكْثِرُوا الصَّلَاةَ عَلَيَّ يَوْمَ الْجُمُعَةِ»([5]). وَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ صَلَّى عَلَيَّ مِنْ أُمَّتِي صَلَاةً كُتِبَتْ لَهُ عَشْرُ حَسَنَاتٍ وَمُحِيَتَ عَنْهُ عَشْرُ سَيِّئَاتٍ»([6]). وَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ قَالَ حِينَ الْأَذَانَ وَالْإِقَامَةَ: اللَّهُمَّ رَبَّ هَذِهِ الدَّعْوَةِ النَّافِعَةِ، وَالصَّلَاةِ الْقَائِمَةِ، آتِ مُحَمَّدَاً الْوَسِيلَةَ وَالْفَضِيلَةَ، وَابْعَثْهُ مَقَامَاً مَحْمُودَاً الَّذِي وَعَدْتَهُ، حَلَّتْ لَهُ شَفَاعَتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ»([7]). وَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ صَلَّى عَلَيَّ فِي كِتَابٍ لَمْ تَزَلِ الْمَلائِكَةُ تَسْتَغْفِرُ لَهُ مَا دَامَ اسْمِي فِي ذَلِكَ الْكِتَابِ» ([8]).

وَقَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ الدَّارَانِيُّ: مَنْ أَرَادَ أَنْ يَسْأَلَ اللَّهَ حَاجَتَهُ فَلْيُكْثِرْ بِالصَّلَاةِ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ يَسْألُ اللَّهَ حَاجَتَه، وَلْيَخْتِمْ بِالصَّلَاةِ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَإِنَّ اللَّهَ يَقْبَلُ الصَّلَاتَيْنِ، وَهُوَ أَكْرَمُ مِنْ أَنْ يَدَعَ مَا بَيْنَهُمَا([9]).

وَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ صَلَّى عَلَيَّ يَوْمَ الْجُمَعَةِ مِائَةَ مَرَّةِ غُفِرَتْ لَهُ خَطِيئَةَ ثَمَانِينَ سَنَةٍ»([10]). وَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: «لِلْمُصَلِّي عَلَيَّ نُوْرٌ عَلَى الصِّرَاطِ، وَمَنْ كَانَ عَلَى الصِّرَاطِ مِنْ أَهْلِ النُّوْرِ لَمْ يَكُنْ مِنْ أَهْلِ النَّارِ»([11]). وَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ نَسِيَ الصَّلَاةَ عَلَيَّ، خَطِئَ طَرِيقَ الْجَنَّةِ» ([12]). وَإِنَّمَا أَرَادَ بِالنِّسْيَانِ التَّرْكَ، وَإِذَا كَانَ التَّارِكُ يُخْطِئُ طَرِيْقَ الْجَنَّةِ، كَانَ الْمُصَلِّي عَلَيْهِ سَالِكَاً إِلَى الْجَنَّةِ. وَفِي رِوَايَةِ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ عَوْفٍ: «قَالَ رَسُوْلُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: جَاءَنِي جِبْرِيْلُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ لاَ يُصَلِّي عَلَيْكَ أَحَدٌ مِنْ أُمَّتِكَ إِلَّا صَلَّى عَلَيْهِ سَبْعُوْنَ أَلْفَ مَلَكٍ، وَمَنْ صَلَّتْ عَلَيْهِ الْمَلَائِكَةُ كَانَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ»([13]). وَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: «أَكْثَرَكُمْ عَلَيَّ صَلَاةً أَكْثَرَكُمْ أَزْوَاجَاً فِي الْجَنَّةِ»([14]). وَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً تَعْظِيْمَاً لِحَقِّي خَلَقَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ ذلِكَ الْقَوْلِ مَلَكَاً لَهُ جَنَاحٌ بِالْمَشْرِقِ وَالْآخَرُ بِالْمَغْرِبِ، وَرِجْلَاهُ مَقْرُوْرَتَانِ فِي الْأَرْضِ السَّابِعَةِ السُّفْلَى وَعُنُقُهُ مُلْتَوِيَةٌ تَحْتَ الْعَرْشِ، يَقُوْلُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُ صَلِّ عَلى عَبْدِي كَمَا صَلَّى عَلَى نَبِيِّي فَهُوَ يُصَلِّي عَلَيْهِ إِلَى يَوْمِ القِيَامَةِ» ([15]). وَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: «لَيَرِدَنَّ الْحَوْضَ عَلَيَّ أَقْوَامٌ لَا أَعْرِفُهُمْ إِلَّا بِكَثْرَةِ الصَّلاَةِ عَلَيَّ» ([16]).

وَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: « مَنْ صَلَّى عَلَيَّ مَرَّةً وَاحِدَةً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ عَشْرَ مَرَّاتٍ، وَمَنْ صَلَّى عَلَيَّ عَشْرَ مَرَّاتٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ مِائَةَ مَرَّةٍ، وَمَنْ صَلَّى عَلَيَّ مِائَةَ مَرَّةٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ اَلْفَ مَرَّةٍ، وَمَنْ صَلَّى عَلَيَّ اَلْفَ مَرَّةٍ حَرَّمَ اللَّهُ جَسَدَهُ عَلَى النَّارِ، وَثَبَّتَه بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيوةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ عِنْدَ الْمَسْأَلَةِ، وَأَدْخَلَهُ الْجَنَّةَ، وَجَاءَتْ صَلَوَاتُهٌ عَلَيَّ نُوْرَاً لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى الصِّرَاطِ مَسِيْرَةَ خَمْسَمِائَةِ عَامٍ، وَأَعْطَاهُ اللَّهُ بِكُلِّ صَلَاةٍ صَلَّاهَا قَصْرَاً فِي الْجَنَّةِ قَلَّ ذلِكَ أَوْ كَثُرَ»([17]). وَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: «مَا مِنْ عَبْدٍ صَلَّى عَلَيَّ إِلَّا خَرَجَتِ الصَّلَاةُ مُسْرِعَةً مِنْ فِيْهِ، فَلَا يَبْقى بَرٌّ وَلَا بَحْرٌ وَلاَ شَرْقٌ وَلَا غَرْبٌ إِلَّا وَتَمُرُّ بِهِ وَتَقُوْلُ: أَنَا صَلَاةٌ فُلَانِ بْنِ فُلاَنٍ، صَلَّى عَلى مُحَمَّدِ الْمُخْتَارِ خَيْرِ خَلْقِ اللَّهِ، فَلَا يَبْقَى شَيْءٌ إِلَّا وَصَلَّى عَلَيْهِ، وَيُخْلَقُ مِنْ تِلْكَ الصَّلَاةِ طَائِرٌ لَهُ سَبْعُوْنَ أَلْفَ جَنَاحٍ، فِي كُلِّ جَنَاحٍ سَبْعُوْنَ أَلْفَ رِيْشَةٍ، فِي كُلِّ رِيْشَةٍ سِبْعُوْنَ أَلْفَ رَأسٍ، فِي كُلِّ رَأسٍ سَبْعُوْنَ أَلْفَ وَجْهٍ، فِي كُلِّ وَجْهٍ سَبْعُوْنَ أَلْفَ فَمٍ، فِي كُلِّ فَمٍ سَبْعُوْنَ أَلْفَ لِسَانٍ، فِي كُلِّ لِسَانٍ يُسَبِّحُ اللَّهَ تَعَالَى بِسَبْعِيْنَ أَلْفَ لُغَاتٍ، وَيَكْتُبُ اللَّهُ لَهُ ثَوَابَ ذلِكَ كُلِّهِ»([18]).

وَعَنْ عَلِي بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: «قَالَ رَسُوْلُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ صَلَّى عَلَيَّ يَوْمَ الْجُمُعَةِ مِائَةَ مَرَّةٍ، جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمَعَه نُوْرٌ، لَوْ قُسِمَ ذلِكَ النُّوْرُ بَيْنَ الْخَلْقِ كُلِّهِمْ لَوَسِعَهُمْ»([19]).

وَذُكِرَ فِي بَعْضِ الْأَخْبَارِ: مَكْتُوْبٌ عَلَى سَاقِ الْعَرْشِ مَنِ اشْتَاقَ إِلَيَّ رَحِمْتُهُ، وَمَنْ سَأَلَنِي أَعْطَيْتُهُ، وَمَنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ بِالصَّلَاةِ عَلَى مُحَمَّدِ غَفَرْتُ لَهُ ذُنُوْبَهُ وَلَوْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ الْبَحْرِ([20]).

وَرُوِيَ عَنْ بَعْضِ الصَّحَابَةِ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ: أَنَّهُ قَالَ: مَا مِنْ مَجْلِسٍ يُصَلَّى فِيْهِ عَلى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَّا قَامَتْ مِنْهُ رَائِحَةٌ طَيِّبَةٌ حَتَّى تَبْلُغَ عَنَانَ السَّمَاءِ، فَتَقُوْلُ الْمَلائِكَةُ: هذَا مَجْلِسٌ صُلِّيَ فِيْهِ عَلى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ([21]).

وَذُكِرَ فِي بَعْضِ الْاَخْبَارِ: أَنَّ الْعَبْدَ الْمُؤْمِنَ أَوِ الْأَمَةَ الْمُؤمِنَةَ إِذَا بَدَأَ بِالصَّلَاةِ عَلى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فُتِحَتْ لَهُ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَالسُّرَادِقَاتِ حَتَّى إلَى الْعَرْشِ فَلَا يَبْقَى مَلَكٌ فِي السَّموَاتِ إِلَّا صَلَّى عَلَى مُحَمَّدٍ، وَيَسْتَغْفِرُوْنَ لِذلِكَ الْعَبْدِ أَوِ الْأَمَةِ مَا شَاءَ اللَّهُ([22]).

وَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ عَسُرَتْ عَلَيْهِ حَاجَةٌ فَلْيُكَثِّرْ بِالصَّلَاةِ عَلَيَّ فَإِنَّهَا تَكْشِفُ الْهُمُوْمَ وَالْغُمُوْمَ وَالْكُرُوْبَ، وَتُكَثِّرُ الْأَرْزَاقَ وَتَقْضِي الْحَوَائِجَ»([23]).

وَعَنْ بَعْضِ الصَّالِحِيْنَ اَنَّه قَالَ: كَانَ لِي جَارٌ نَسَّاخٌ فَمَاتَ فَرَأَيْتُه فِي الْمَنَامِ، فَقُلْتُ لَهُ: مَا فَعَلَ اللَّهُ بِكَ؟ فَقَالَ: غَفَرَ لِي، فَقُلْتُ فَبِمَ ذلِكَ؟ قَالَ: كُنْتُ إِذَا كَتَبْتُ اسْمَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي كِتَابٍ صَلَّيْتُ عَلَيْهِ، فَأَعْطَانِي رَبِّي مَالَا عَيْنٌ رَأَتْ، وَلَا أُذُنٌ سَمِعَتْ، وَلَا خَطَرَ عَلى قَلْبِ بَشَرٍ»([24]).

وَعَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهٌ قَالَ: «قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ نَفْسِهِ، وَوَلَدِهِ، وَوَالِدِهِ، وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ»([25]). وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهٌ: «لَأَنْتَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ إِلَّا مِنْ نَفْسِي، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَا وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْكَ مِنْ نَفْسِكَ فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: فَإِنَّهُ الآنَ وَاللَّهِ، لَأَنْتَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ نَفْسِي، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الْآنَ يَا عُمَرُ» ([26]).

وَقِيْلَ لِرَسُوْلِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ: «مَتَى أَكُوْنُ مُؤمِنَاً؟ وَفِي لَفْظٍ آخَرَ مُؤمِنَاً صَادِقَاً؟ قَالَ: إِذَا أَحْبَبْتَ اللَّهَ، فَقِيْلَ: مَتَى أُحِبُّ اللَّهَ؟ قَالَ: إِذَا أَحْبَبْتَ رَسُوْلَهُ، فَقِيْلَ: وَمَتَى أُحِبُّ رَسُوْلَهُ؟ قَالَ: إِذَا اتَّبَعْتَ طَرِيْقَتَهُ، وَاسْتَعْمَلْتَ سُنَّتَهُ، وَأَحْبَبْتَ بِحُبِّهِ، وَاَبْغَضْتَ بِبُغْضِهِ، وَوَالَيْتَ بِوَلاَيَتِهِ، وَعَادَيْتَ بِعَدَاوَتِهِ، وَيَتَفَاوَتُ النَّاسُ فِي الْإِيْمَانِ عَلَى قَدْرِ تَفَاوُتِهِمْ فِي مَحَبَّتِي، وَيَتَفَاوَتُوْنَ فِي الْكُفْر عَلَى قَدْرِ تَفَاوُتِهِمْ فِي بُغْضِي، أَلَا لَا إِيْمَانَ لِمَنْ لَا مَحَبَّةَ لَهُ، أَلَا لَا إِيْمَانَ لِمَنْ لَا مَحَبَّةَ لَهُ، أَلَا لَا إِيْمَانَ لِمَنْ لَا مَحَبَّةَ لَهُ»([27]). وَقِيْلَ لِرَسُوْلِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ: «نَرَى مُؤْمِنَاً يَخْشَعُ وَمُؤمِنَاً لَا يَخْشَعُ مَا السَّبَبُ فِي ذلِكَ؟ فَقَالَ: مَنْ وَجَدَ لِإِيْمَانِهِ حَلَاوَةً خَشَعَ، وَمَنْ لَمْ يَجِدْهَا لَمْ يَخْشَعْ، فَقِيْلَ: بِمَ تُوْجَدُ؟ أَوْ بِمَ تُنَالُ وَتُكْسَبُ؟ قَالَ: بِصِدْقِ الْحُبِّ فِي اللَّهِ، فَقِيْلَ: وَبِمَ يُوْجَدُ حُبُّ اللَّهِ؟ أَوْ بِمَ يُكْتَسَبُ؟ فَقَالَ: بِحُبِّ رَسُوْلِهِ، فَالْتَمِسُوْا رِضَاءَ اللَّهِ، وَرِضَاءَ رَسُوْلِهِ فِي حُبِّهِمَا» ([28]).

وَقِيْلَ لِرَسُوْلِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ آلُ سَيِّدِنَا مُحَمَّدِ الَّذِيْنَ أُمِرْنَا بِحُبِّهِمْ وَإِكْرَامِهِمْ وَالْبُرُوْرِ بِهِمْ، فَقَالَ: أَهْلُ الصَّفَاءِ وَالْوَفَاءِ مَنْ آمَنَ بِي وأَخْلَصَ، فَقِيْلَ لَهُ: وَمَا عَلَامَاتُهُمْ؟ فَقَالَ: إِيْثَارُ مَحَبَّتِي عَلَى كُلِّ مَحْبُوْبٍ، وَّاشْتِغَالُ الْبَاطِنِ بِذِكْرِي بَعْدَ ذِكْرِ اللَّهِ». وَفِي اُخْرَى: «عَلَامَتُهُمْ إِدْمَانُ ذِكْرِىْ وَالْإِكْثَارُ مِنَ الصَّلَاةِ عَلَيَّ» ([29]).

وَقِيْلَ لِرَسُوْلِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ: «مَنِ الْقَوِىُّ فِي الْإِيْمَانِ بِكَ؟ فَقَالَ: مَنْ آمَنَ بِي وَلَمْ يَرَنِي، فَإِنَّهُ مُؤمِنٌ بِي عَلَى شَوْقٍ مِّنِّي وَصِدْقٍ فِي مَحَبَّتِي، وَعَلَامَةُ ذلِكَ مِنْهُ أَنَّهُ يَوَدُّ رُؤْيَتِي بِجَمِيْعِ مَا يَمْلِكُ».

وَفِي أُخْرَى: «مِلْأَ الْأَرْضِ ذَهَبَاً ذَلِكَ الْمُؤمِنُ بِي حَقَّاً وَالْمُخْلِصُ فِي مَحَبَّتِي صِدْقَاً»([30]).

وَقِيْلَ لِرَسُوْلِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ: «أَرَأَيْتَ صَلَاةَ الْمُصَلِّيْنَ عَلَيْكَ مِمَّنْ غَابَ عَنْكَ، وَمَنْ يَأتِي بَعْدَكَ، مَا حَالُهُمَا عِنْدَكَ؟ فَقَالَ: أَسْمَعُ صَلَاةَ أَهْلِ مَحَبَّتِي وَأَعْرِفُهُمْ، وَتُعْرَضُ عَلَيَّ صَلَاةُ غَيْرِهِمْ عَرْضَاً»([31]).

المصدر:

دلائل الخيرات وشوارق الأنوار بسند الطريقة القادرية

للشيخ مخلف العلي القادري


(1) أخرجه النَّسَائِيّ وَابْن حبَان من حَدِيث أبي طَلْحَة بِإِسْنَاد جيد

(2) أخرجه الترمذي وابن أبي شيبة والبيهقي وابن حبان عن ابن مسعود.

(3) أخرجه أبو داوود والطبراني عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنْ أَبِيهِ بلفظ: «مَا مِنْ عَبْدٍ يُصَلِّي عَلَيَّ إِلَّا صَلَّتْ عَلَيْهِ الْمَلَائِكَةُ مَا صَلَّى عَلَيَّ».

(4) أخرجه النسائي وابن حبان والترمذي وقال حسن صحيح من حديث الحسن بن علي.

(5) أخرجه الشافعي في مسنده عن عبد الرحمن بن معمر، والبيهقي وابن ماجه بزيادة.

(6) أورده الغزالي في الإحياء، قال الحافظ العراقي: أخرجه النَّسَائِيّ فِي الْيَوْم وَاللَّيْلَة من حَدِيث عَمْرو بن دِينَار وَزَاد فِيهِ «مخلصا من قلبه صَلَّى الله عَلَيْهِ بهَا عشر صلوَات وَرَفعه بهَا عشر دَرَجَات».

(7) أخرجه البخاري من حديث جابر بلفظ: من قال حين يسمع النداء اللهم رب هذه الدعوة التامة..... الحديث.

(8) أخرجه الطبراني في الأوسط عن أبي هريرة.

(9) القول البديع للسخاوي.

(10) ذكره ابن الجوزي في بستان الواعظين ورياض السامعين.

(11) أخرجه نحوه الدارقطني في الأفراد والأزدي في الضعفاء مقيداً بثمانين مرة يوم الجمعة.

(12) اخرجه ابن ماجه والطبراني عن ابن عباس.

(13) لا أصل له وفي صحيح الحديث صلاة الله تعالى على من صلى عليه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

(14) أورده ابن الجوزي في بستان الواعظين.

(15) رواه ابن شاهين في الترغيب بالأعمال من حديث أنس، وابن الجوزي في بستان الواعظين.

(16) ذكره السخاوي في القول البديع بقوله: وفي بعض الآثار مما لم أقف على سنده.

(17) أخرج نحوه ابن بشكوال في القربة الى رب العالمين بالصلاة على محمد سيد المرسلين.

(18) قال القاوقجي في اللؤلؤ المرصوع: قال الفاسي لم اجده واشار العراقي إلى وضعه.

(19) أخرجه البيهقي في الشعب وأبو نعيم في الحلية وقال غريب.

(20) لم أجد له أصلاً.

(21) أورده ابن الجوزي في بستان الواعظين.

(22) لم أجد له أصلاً.

(23) لا أصل له ومعناه صحيح.

(24) أخرجه ابن بشكوال عن عبيد الله بن عمر القواريري إمام من طبقة الإمام أحمد.

(25) أخرجه أحمد في مسنده وعند البخاري نحوه بدون ونفسه.

(26) أخرجه البخاري.

(27) لم أجد له أصلاً.

(28) لم أجد له أصلاً.

(29) لم أجد له أصلاً.

(30) لم أجد له أصلاً.

(31) لم أجد له أصلاً.