وِرْدُ الْكِفَايَةِ لِمَنْ أَرَادَ الْوِلَايَةَ
لِلشَّيْخِ مُخْلِفِ الْعَلِيِّ الْقَادِرِيِّ
بِسۡمِ
ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ
وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ،
وَبَعْدُ: اعْلَمْ أَنَّ هَذَاالْوِرْدَ عَظِيمُ
الْقَدْرِ رَفِيعُ الشَّأْنِ، كَافٍ بِذَاتِهِ لَا يَفْتَقِرُ لِغَيْرِهِ، يُغْنِي
عَنْ سِوَاهُ وَلَا يُغْنِي عَنْهُ سِوَاه، وَهُوَ وِرْدٌ يَكْفِي الْمُرِيدَ عَنْ
كُلِّ الْأَوْرَادِ وَالْأَدْعِيَةِ، يَحْتَوِي أَعْظَمَ الْأَذْكَارِ وَأَفْضَلَهَا،
وَأَجْمَعَ الْأَدْعِيَةِ وَأَكْمَلَهَا ، فَطُوبَى لِمَنْ لَازَمَهُ وَوَاظَبَ
عَلَيْهِ، فَهُوَ وِرْدٌ نَافِعٌ لِكُلِّ مُسْلِمٍ، يَرْغَبُ بِالْفَوْزِ
بِمَحَبَّةِ رَبِّهِ وَنَيْلِ رِضَاهُ وَالْوُصُولِ لِحَضْرَتِهِ.
وَقَدْ
وَضَعْتُهُ لِلسَّالِكِينَ وَلِغَيْرِهِمْ مِمَّنْ يَطْلُبُ الْوُصُولَ إِلَى
رَبِّهِ، سَوَاءٌ الْتَزَمَ بِصُحْبَةِ شَيْخٍ أَمْ لَا، وَيَسْتَطِيعُ كُلُّ
سَالِكٍ وَطَالِبٍ لِطَرِيقِ اللَّهِ أَنْ يَعْمَلَ بِهِ وَحْدَهُ وَلَا يَحْتَاجُ
لِوِرْدٍ آخَرَ مَعَهُ.
وَلِزِيَادَةِ
الْفَضْلِ وَالْبَرَكَةِ فَإِنِّي أُعْطِي الْإِذْنَ بِقِرَاءَتِهِ لِكُلِّ
مُسْلِمٍ، وَلَهُ أَنْ يُعْطِيَهِ لِمَنْ شَاءَ مِنْ أَهْلِهِ وَأَحْبَابِهِ،
رَاجِيَاً مِنَ اللَّهِ تَعَالَى أَنْ يَنْفَعَني بِهِ وَيَجْعَلَهُ فِي صَحِيفَتِي،
وَلَا أَطْلُبُ عَلَيْهِ أَجْرَاً إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ
الْعَالَمِينَ، فَإِنْ ذَكَرَنِي قَارِئُهُ بِدَعْوَةٍ صَالِحَةٍ بِظَهْرِ
الْغَيْبِ وَبِفاتِحَةٍ شَرِيفَةٍ، فَجَزَاهُ اللَّهُ تَعَالَى كُلَّ خَيْرٍ .
وَاعْلَمْ
أَنَّ هَذَا الْوِرْدَ لَيْسَ بِلَازِمٍ كُلُّهُ، بَلْ يَعْمَلُ مِنْهُ السَّالِكُ
مَا اسْتَطَاعَ، وَيُقَسِّمُهُ عَلَى الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ حَسْبَ حَالِهِ،
وَيُسْتَحَبُّ لِقارِئِهِا الْجُلُوسُ وَاسْتِقْبَالُ الْقِبْلَةِ، وَلَوْ
قَرَأَهُ وِفْقَ آدَابِ الذِّكْرِ الَّتِي بَيَّنَاهَا فِي أَوَّلِ الْكِتَابِ
فَذَلِكَ أَنْفَعُ لَهُ، وَقَدْ جَرَّبَهُ الْكَثِيرُ مِنَ الْأَحْبَابِ
فَانْتَفَعُوا بِهِ كَثِيرَاً وَحَلَّتْ عَلَيْهِم الْبَرَكَةُ.
وَهَذَا هُوَ الْوِرْدُ الْمُبَارَكُ:
1) الْمُحَافَظَةُ عَلَى الْفَرَائِضِ الشَّرْعِيَّةِ
وَالسُّنَنِ النَّبَوِيَّةِ كَامِلَةً، مِنْ رَوَاتِبِ الصَّلَوَاتِ، وَالضُّحَى،
وَالْأَوَّابِينَ، وَالْوِتْرِ، وَالْقِيَامِ وَالتَّهَجُّدِ وَبَقِيَّةِ النَّوَافِلِ.
2) الْإِحْسَانُ لِلْأَهْلِ وَبِرُّ الْوَالِدَيْنِ وَصِلَةُ
الْأَرْحَامِ وَأَدَاءُ حُقُوقِهِمْ، وَالتَّصَدُّقُ بِالْيَسِيرِ كُلَّ يَوْمٍ أَوْ
كُلَّ جُمُعَةٍ أَوْ كُلَّ شَهْرٍ أَوْ اسْتِطَاعَتِهِ.
3) حُسْنُ الْمُعَامَلَةِ
وَالْخُلُقِ مَعَ جَمِيعِ الْمُسْلِمِينَ وَالْأَقْرَبُونَ أَوْلَى بِذَلِكَ.
4) صِيَامُ يَوْمَيْ الْإِثْنَيْنِ وَالْخَمِيسِ وَثَلَاثَةِ
أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ وَجَمِيعِ الْأَيَّامِ الْمَسْنُونَةِ كَعَاشُورَاءَ
وَعَرَفَةَ وَالنِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ وَأَيَّامِ عَشْرِ ذِي الْحِجَّةِ.
5) قِرَاءَةُ حِزْبٍ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ أَوْ جُزْءٍ
فِي الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ، وَأَفْضَلُ الرَّاتِبِ جُزْأَيْنِ، وَفَضَائِلِ السُّوَرِ
كَسُورَةِ يس
وَالسَّجْدَةِ وَالْوَاقِعَةِ وَالدُّخَانِ وَالْمُلْكِ.
6) أَسْتَغْفِرُ
اللَّهَ الْعَظِيمَ الَّذِي لَا إلَهَ إلَّا هُوَ الْحَيَّ الْقَيُّومَ وَأتُوبُ إِلَيْهِ (1000) مَرَّةٍ يَوْمِيَّاً وَأَقَلُّهُ
(100) مَرَّةٍ.
7) لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ
وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (100)مَرَّةٍ.
8) لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ (1000) مَرَّةٍ يَوْمِيَّاً وَأَقَلُّهُ (100) مَرَّةٍ.
9) اللَّهُمَّ صَلِّ
عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلى آلِهِ وَصَحْبِهِ
وَسَلِّمْ
عَدَدَ عِلْمِكَ (1000) مَرَّةٍ يَوْمِيَّاً
وَأَقَلُّهُ (100) مَرَّةٍ.
10) سُورَةُ الْفَاتِحَةِ الشَّرِيفَةِ (100) مَرَّةٍ، أَوْ (20) مَرَّةً فِي الْيَوْمِ
عَلَى أَقَلِّ تَقْدِيرٍ.
11) آيَةُ الْكُرْسِيِّ الشَّرِيفَةِ (20) مَرَّةً يَوْمِياً.
12) سُورَةُ الْإِخْلَاصِ الشَّرِيفَةِ (40) مَرَّةً يَوْمِياً.
13) حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ (1000) مَرَّةٍ يَوْمِيَّاً وَأَقَلُّهُ
(100) مَرَّةٍ.
14) يَا
حَيُّ يَا قَيُّومُ (1000) مَرَّةٍ يَوْمِيَّاً
وَأَقَلُّهُ (100) مَرَّةٍ.
15) بِسْمِ
اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ(786) مَرَّةً.
16) سُبْحَانَ اللَّهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ،
وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ،
وَاللَّهُ أَكْبَرُ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ (500) مَرَّةٍ يَوْمِيَّاً وَأَقَلُّهُ
(100) مَرَّةٍ.
17) بِسْمِ
اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إلَّا بِاللَّهِ
الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ (100) مَرَّةٍ.
18) اللَّهُمَّ صَلِّ
عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَنَبِيِّكَ
وَرَسُولِكَ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ وَعَلى
آلِهِ وَسَلِّمْ تَسْلِيمَاً (80) مَرَّةً بَعْدَ صَلَاةِ الْعَصْرِ يَوْمَ
الْجُمُعَةِ.
19) يَا
حَيُّ يَا قَيُّومُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ (40) مَرَّةً بَيْنَ أَذَانِ الْفَجْرِ
وَإِقَامَةِ الصَّلَاةِ.
20) أَعُوذُ بِاللَّهِ
السَّمِيعِ الْعَلِيمِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ:إِنْ يَشَأْ
يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ وَمَا ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ، (10) مَرَّاتٍ بَعْدَ كُلِّ صَلَاةٍ.
21) اللَّهُ حَاضِرِي، اللَّهُ
نَاظِرِي، اللَّهُ شَاهِدٌ عَلَيَّ، اللَّهُ مَعِي، اللَّهُ مُعِينِي، وَهُوَ
بِكُلِّ شَيْءٍ مُحِيطٌ، (11) مَرَّةً بَعْدَ الظُّهْرِ.
22) قِرَاءَةُ
الْأَحْزَابِ التَّالِيَةِ: أَذْكَارَ الصَّبَاحِ وَالْمَسَاءِ مِنَ السُّنَّةِ النَّبَوِيَّةِ، حِزْبَ
الْإِمَامِ النَّوَوِيِّ الشَّرِيفِ مَرَّةً صَبَاحَاً وَمَرَّةً مَسَاءً، وَالدُّعَاءَ
السَّيْفِيَّ الْمُبَارَكَ مَرَّةً وَاحِدَةً فِي الْيَوْمِ، وَحِزْبَ الْفَجْرِ
الْكَبِيرِ لِلْشَّيْخِ عَبْدِ الْقَادِرِ الْجِيْلَانِيِّ مَرَّةً
وَاحِدَةً، وَحِزْبَ الدَّوْرِ الْأَعْلَى
الشَّرِيفِ مَرَّةً وَاحِدَةً فِي الْيَوْمِ بَعْدَ صَلَاةِ الْعَصْرِ أَوْ أَيِّ
وَقْتٍ، وَدُعَاءَ السِّرِّ
الشَّرِيفِ مَرَّةً وَاحِدَةً فِي الْيَوْمِ وَلَهُ أَنْ يَزِيدَ إِلَى سَبْعِ مَرَّاتٍ.
مُلَاحَظَةٌ:
يُسْتَحَبُّ لِقارِئِ هَذَا الْوِرْدِ الْمُبَارَكِ أَنْ يَهَبَ ثَوَابَهُ آخِرَ
الْيَوْمِ إِلَى حَضْرَةِ النَّبِيِّ G وَآلِ بَيْتِهِ اَلْطَّيِّبِينَ
الْطَّاهِرينَ وَصَحَابَتِهِ أَجْمَعِينَ، وَمَشَايِخِ الطَّرِيقِ، فَإِنَّ هَذَا أَدْعَى
لِلْقَبُولِ، وَلَا يَنْسَى الْفَقِيرَ مِنْ دَعْوَةٍ صَالِحَةٍ بِظَهْرِ
الْغَيْبِ، فَإِنَّ هَذَا هُوَ الْأَجْرُ الَّذِي نَبْتَغِيهِ وَاللَّهُ مِنْ
وَرَاءِ الْقَصْدِ .
المصدر: الكنوز النورانية الطبعة (4) ص: 548