فَوَائِدٌ
نَافِعَةٌ لِقُوَّةِ الْحِفْظِ
مَاءُ زَمْزَمَ: اعْلَمْ أَنَّهُ مِنَ
الْأَدْوِيَةِ النَّافِعَةِ لِكُلِّ شَيْءٍ بِإِذْنِ اللَّهِ، وَمِنْ فَوَائِدِهِ
أَنَّهُ يُشْرَبُ بِنِيَّةِ قُوَّةِ الْحِفْظِ، فَهُوَ لِمَا شُرِبَ لَهُ كَمَا ثَبَتَ
فِي الْأَخْبَارِ؛ فَقَدْ أَخْرَجَ الدَّارَقُطْنِيُّ
وَالْحَاكِمُ فِي الْمُسْتَدْرَكِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُمَا، قَالَ: قَالَ رَسُولُ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ
وَسَلَّمَ: «مَاءُ زَمْزَمَ لِمَا شُرِبَ لَهُ، فَإِنْ شَرِبْتَهُ تَسْتَشْفِي
بِهِ شَفَاكَ اللَّهُ، وَإِنْ شَرِبْتَهُ مُسْتَعِيذًا عَاذَكَ اللَّهُ، وَإِنْ
شَرِبْتَهُ لِيَقْطَعَ ظَمَأَكَ قَطَعَهُ» قَالَ: وَكَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ إِذَا
شَرِبَ مَاءَ زَمْزَمَ قَالَ: «اللَّهُمَّ أَسْأَلُكَ عِلْمَاً نَافِعَاً، وَرِزْقَاً
وَاسِعَاً، وَشِفَاءً مِنْ كُلِّ دَاءٍ»، قَالَ الذَّهَبِيُّ
فِي تَذْكِرَةِ الْحُفَّاظِ: «سُئِلَ ابْنُ خُزَيْمَةَ مِنْ أَيْنَ أُوتِيتَ
الْعِلَمَ؟ فَقَالَ: قَالَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: «مَاءُ
زَمْزَمَ لِمَا شُرِبَ لَهُ»، وَإِنِّي لَمَّا شَرِبْتُ سَأَلَتُ اللَّهَ
عِلْمَا نَافِعَاً»، وَقَالَ فِي السِّيَرِ فِي تَرْجَمَةِ الْحَاكِمِ أَنَّهُ
قَالَ: «شَرِبْتُ مَاءَ زَمْزَمَ وَسَأَلْتُ اللَّهَ أَنْ يَرْزُقَنِي حُسْنَ
التَّصْنِيفِ». وَقَالَ السُّيُوطِيُّ فِي ذَيْلِ طَبَقَاتِ الْحُفَّاظِ عَنِ ابْنِ
حَجَرٍ: «أَنَّهُ شَرِبَ مِنْ مَاءِ زَمْزَمَ لِيَصِلَ إِلَى مَرْتَبَةِ الذَّهَبِيِّ
فِي الْحِفْظِ فَبَلَغَهَا وَزَادَ عَلَيْهَا، وَوَرَدَ أَنَّ السُّيُوطِيَّ شَرِبَ
مِنْ مَاءِ زَمْزَمَ لِأُمُورٍ مِنْهَا: أَنْ يَصِلَ فِي الْفِقْهِ إِلَى رُتْبَةِ
الشَّيْخِ سِرَاجِ الدِّينِ الْبُلْقِيِنيِّ، وَفِي الْحَدِيثِ إِلَى رُتْبَةِ الْحَافِظِ
ابْنِ حَجَرٍ» .
وَمِنَ الْفَوَائِدِ أَلْبَانُ
الْبَقَرِ: أَخْرَجَ الْهِنْدِيُّ
فِي كَنْزِ الْعُمَّالِ: عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ قَالَ: «جَاءَ
رَجُلٌ إِلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَشَكَى إِلَيْهِ
النِّسْيَانَ فَقَالَ: عَلَيْكَ بِأَلْبَانِ الْبَقَرِ؛ فَإِنَّهُ يُشَجِّعُ
الْقَلْبَ وَيَذْهَبُ بِالنِّسْيَانِ».
وَمِنْهَا الْعَسَلُ وَالزَّبِيبُ
الْأَحْمَرُ: فَمَنْ أَرَادَ تَقْوِيَةَ
حِفْظِهِ وَذَاكِرَتِهِ فَعَلَيْهِ بِشُرْبِ مِعْلَقَةٍ مِنَ الْعَسَلِ، مَعَ أَكْلِ
(21) حَبَّةَ زَبِيبٍ عَلَى الرِّيقِ فَإِنَّهَا
تَنْفَعَهُ.
المصدر: الكنوز النورانية الطبعة (4) ص: 645