جديد الموقع
الشيخ أبو بكر القادري => سير مشايخ الطريقة ۞ أهم مشاكل التصوف المعاصر => مقالات في التصوف ۞ اختلاف الأمة المضحك المبكي => مقالات الشيخ القادري ۞ آداب المريدين => مؤلفات الشيخ القادري ۞ دعاء عظيم للحمل والذرية => فوائد ومجربات ۞ الصلاة الكبرى للجيلاني => مؤلفات الشيخ القادري ۞ الحرز الجامع والسيف المانع => مؤلفات الشيخ القادري ۞ درس تجربة => دروس ومحاضرات فيديو ۞ الوفاء لأهل العطاء => التعريف بشيوخ الطريقة ۞ تبصرة المسلمين وكفاية المحبين => مؤلفات الشيخ القادري ۞
الورد

دعاء سيف الحكماء للإمام الشاذلي

الكاتب: الشيخ مخلف العلي القادري

تاريخ النشر: 11-06-2022 القراءة: 22224

دعاء سيف الحكماء (حزب التسخير والهيبة)

نسبة الدعاء المبارك واسمه:

وهذا الدعاء من الأدعية العظيمة المباركة وهو مشتهر عند السادة القادرية في بلاد المغرب ويعتبر من الأوراد الأساسية عندهم، أما في بلاد المشرق فلا وجود له عند القادرية إلا عند فرعنا البريفكاني المبارك، والسبب في ذلك هو تدبج الإجازات المباركة بين الشيخ أحمد الأخضر القادري الحسيني مع الشيخ الشريف أحمد السنوسي والشيخ أحمد الشمس الحاجي الشنقيطي رحمهما الله تعالى. ويسميه السادة القادرية: (سيف الحكماء) وقد ذكره الشيخ مصطفى ماء العينين في نعت البدايات من ضمن أوراد السلسلة القادرية المباركة ولم يذكر نسبته، ولم أقف على أي كتاب قادري آخر ذكر هذا الدعاء المبارك، إلا ما وجدته من مخطوطات منقولة عن مشايخنا من جملة الأوراد التي تلقيناها وذكره شيخنا العارف بالله الشيخ عبيد الله القادري الحسيني في كتابه الفيض الرباني في آداب التصوف والذكر الرحماني، وذكره في كتابه القناديل النورانية، وهو مشتهر عند السادة الشاذلية وينسبونه للإمام الشاذلي رحمه الله ويسمونه بعدة أسماء منها :(حزب المحبة والتسخير – حزب الهيبة والقبول) وورد في بعض كتبهم من جملة أدعية الإمام الشاذلي t وقال عنه الإمام السنوسي في مجرباته أن الشيخ أبا الحسن الشاذلي قال: من أراد إقبال الناس عليه والمحبة والهيبة والتعظيم له في قلوبهم فعليه بهذه الدعوة، ثم يذكر الدعاء، وذكره الشيخ عبد الوهاب بوعافية الشريف الحسني الشاذلي في كتابه الوسيلة إلى الله في القبول على أنه دعوة على قوله تعالى:(فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا هَذَا بَشَرًا إِنْ هَذَا إِلَّا مَلَكٌ كَرِيمٌوبعد البحث الطويل وجدت أنه لشيخنا الإمام الشاذلي t، وفي الختام فهو دعاء مبارك وذو فضلٍ عظيمٍ، ورضي الله تعالى عن سادتنا وأئمتنا ومشايخنا نفعنا الله تعالى بهم.

فضل الدعاء المبارك:

اعلم ولدي السالك وفقني الله تعالى وإياك أن دعاء سيف الحكماء هو ورد عظيم من الأوراد التي أخذناها عن مشايخنا الكرام ولقد وصفه الشيخ العارف بالله ماء العينين من جملة وصفه لأوراد السلسلة القادرية المباركة فقال: وهو من أجل الأوراد قدراً وأوفرها ذخراً وأعلاها ذكراً وهو يغني عن جميع الأوراد ولا يغني عنه ورد ومن أجل فوائده أن صاحبه لا يموت إلا على حسن الخاتمة وكفى بها مزية وحدثني من أثق به أنه من أسباب الغنى، وهو من الأدعية التي تعود على قارئها بالهيبة والمحبة في قلوب جميع الخلق لما له من أسرار عظيمة مكنونة بين عباراته ومخفية في كلماته ومطوية في أسمائه، كما يجعل قارئه مهاباً معظماً عند الجن والإنس، ومن أعظم فضائله الحفظ والنجاة على وساوس النفس الأمارة والانتصار على مكايد الشيطان ووساوسه، وفيه حفظ وحماية لقارئه من كل شر وسوء، وكان مشايخنا يوصون به العلماء والدعاة ويأمرونهم بالسرمدة عليه لما له من سر الهيبة والقبول في القلوب والنفوس وهذا ما يحتاجه الداعية إلى الله تعالى في نشر دعوته فأكبر شيء يحتاجه الداعية إلى الله هو القبول عند الناس.

الكيفيات الخاصة بقراءة الحزب المبارك:

1) يقرأ مرتين في اليوم والليلة، مرة صباحاً ومرة مساءً وذلك بعد قراءة الأوراد اليومية للطريقة القادرية اليومية، كما بينا ذلك في باب الأوراد القادرية اليومية.

2) يقرأ مرة صباحاً وأفضل وقتها بعد صلاة الفجر ويمتد إلى وقت الضحى، ومرة مساءً وأفضل وقتها بعد صلاة المغرب إلى صلاة العشاء.

3) يقرأ مرة واحدة بعد كل صلاة من الصلوات الخمسة وهي من أفضل الكيفيات التي تجعل قارئه مهاباً عند الجن والإنس، ومقبولاً محبوباً بين الناس.

4) يقرأ سبع مرات في اليوم في جلسةٍ واحدةٍ أو يفرقها بعد الفرائض وبعد الضحى وقبل النوم، ويفضل أنْ تقرأ في جلسة واحدة صباحاً في أول ساعة.

دعاء سيف الحكماء المبارك

بسم الله الرحمن الرحيم: يَا اللَّهُ يَا رَبُّ يَا رَحْمَنُ يَا رَحِيْمُ (ثَلَاثَاً)، اللَّهُمَّ لاَ تَكِلْنِي إلَى نَفْسِي فِي حِفْظِ مَا أَمْلَكْتَنِيهِ وَمَا أَنْتَ أمْلَكُهُ مِنِّي، وَامْدُدْنِي بِدِقَائِقِ اسْمِكَ الْحَفِيْظِ الَّذِي حَفِظْتَ بِهِ جَمِيعَ الْمَوْجُودَاتِ، وَاكْسِنِي بِدِرْعٍ مِنْ كَفَالَتِكَ وَكِفَايَتِكَ، وَقَلِّدْنِي بِسَيْفِ نَصْرِكَ وَحِمَايَتِكَ، وَتَوِّجْنِي بِتَاجِ عِزِّكَ وَكَرَمِكَ، وَرَدِّني بِرِدَاءٍ مِنْكَ، وَرَكِّبْنِي مَرْكَبَ النَّجَاةِ فِي الْحَيَاةِ وَبَعْدَ الْمَمَاتِ، بِحَقِّ بَجَشٍ بَرَدٍ جَبَّارٍ شَكُورٍ، وَامْدُدْنِي بِدَقَائِقِ اسْمِكَ القَاهِرِ مَا تَدْفَعُ بِهِ مَنْ أَرَادَنِي بِسُوءٍ مِنْ جَمْيعِ الْمُؤْذِيَاتِ، وَتَوَلَّنِي بِوِلايَةِ العِزِّ، يَخْضَعُ لَها كُلُّ جَبَّارٍ عَنيْدٍ، وَشَيْطَانٍ مَرِيْدٍ، يَا عَزِيزُ يَا جَبَّار (ثَلَاثَاً)، اللَّهُمَّ أَلْقِ عَلَيَّ مِنْ زِيْنَتِكَ، وَمِنْ مَحَبَّتِكَ، وَمِنْ نُعُوتِ رُبُوبِيَّتِكَ مَا تَبْهَرُ لَهُ القُلُوبُ، وَتَذِلُّ لَهُ النُّفُوسُ، وَتَخْضَعُ لَهُ الرِّقَابُ، اللَّهُمَّ سَخِّرْ لِي جَمِيعَ خَلْقِكَ كَمَا سَخَّرْتَ الْبَحْرَ لِمُوسَى عَلَيْهِ السَّلام، وَلَيِّنْ لِي قُلُوبَهُم كَمَا لَيَّنْتَ الْحَدِيدَ لِدَاُودَ عَلَيْهِ السَّلام، فَإِنَّهُم لاَ يَنْطِقُونَ إلاَّ بِإِذْنِكَ، نَوَاصِيهِم فِي قَبْضَتِكَ، وَقُلُوبُهم بِيَدِكَ، تُقَلِّبُهُم حَيْثُ شِئْتَ، يَا مُقَلِّبَ القُلُوبِ، ثَبِّتْ قَلْبِي على الإِيمَانِ بِكَ، يَا عَلاَّمَ الغُيُوبِ (ثَلَاثَاً)، أطفَأْتُ غضَبَ الناس بلاَ إِلَهَ إلاَّ اللَّهُ، وَأسْتَجْلِبُ مَودَّتَهُم بسَيِّدنا مُحَمَّدٍ رسولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْه وَسَلَّمَ، فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا هَذَا بَشَرَاً إِنْ هَذَا إِلَّا مَلَكٌ كَرِيمٌ، يا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آَذَوْا مُوسَى فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا وَكَانَ عِنْدَ اللَّهِ وَجِيهاً، وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي، يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آَمَنُوا أَشَدُّ حُبَّاً لِلَّهِ، وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ، أَوَمَنْ كَانَ مَيْتَاً فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورَاً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا، قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيَّاً مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً، وَقُلِ الْحَمْدُ للهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدَاً وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرَاً، الله أكبر مِمّا أخاف وَأحذر (ثَلَاثَاً)، آمين.

نقلاً عن كتاب

الكنوز النوارنية من أدعية واوراد السادة القادرية

للشيخ مخلف العلي الحذيفي القادري

حقوق النشر والطباعة محفوظة للمؤلف