الشيخ نور الدين القادري
الكاتب: الشيخ القادري
الشيخ نور الدين
القادري الكيلاني
ومن مشايخ
الطريقة القادرية العلية، نقيب الأشراف في بغداد، العارف بالله الشيخ نور الدين
ابن الشيخ ولي الدين القادري الكيلاني الحسني، واسمه علي ، وقد تقدمت ترجمة والده
قدس الله تعالى سرهما.
ولد الشيخ نور الدين قدس
الله تعالى سره، في بغداد في محلة باب الشيخ، وكانت ولادته في النصف الثاني من
القرن العاشر الهجري، في حياته جده الشيخ زين الدين، ولا يعرف تاريخ ولادته على
وجه التحديد.
نشأ وترعرع في كنف والده
الشيخ ولي الدين القادري، وفي رحاب جامع وحضرة جده الشيخ عبد القادر الجيلاني قدس
سره العالي، وتلقى منه العلوم والمعارف، كما تلقى العلم على مشايخ عصره، حتى صار
عالماً كبيراً، فأوكلت إليه مهمة الإمامة بالناس في جامع جده الشيخ عبد القادر قدس
سره.
سلك الطريقة القادرية من والده
الشيخ ولي الدين القادري، وتربى على يديه وتلقى منه أصول الطريقة ومعالم السلوك،
حتى تشرف بالخلافة والإجازة القادرية منه، وكان ملازماً لوالده معيناً له في إدارة
شؤون الطريقة والجامع والأوقاف في الحضرة القادرية المشرفة.
وبعد وفاة والده الشيخ ولي
الدين القادري قدس سره في سنة: (1017هـ)، آلت إليه مشيخة الطريقة القادرية، وإدارة
الأوقاف القادرية، وجامع جده الشيخ عبد القادر الجيلاني رضي الله عنه، فكان خير
خلف لوالده وأجداده قدست أسرارهم.
وفي عهده أشرقت الطريقة
القادرية وانتشرت، وكثر الزائرون والوافدون لزيارة مرقد الشيخ عبد القادر قدس سره،
وتابع ما قام به والده من إطعام الطعام للزائرين والوافدين، وتأمين السكن والإقامة
لهم في الحضرة القادرية، ويشرف على خدمتهم دون ملل ودون كلل، منفقاً من ماله ومن
أوقاف جده.
ويعتبر الشيخ نور الدين
القادري قدس سره هو أول من أحيا ذكرى المولد النبوي الشريف في الحضرة القادرية
المشرفة، احتفاءً واحتفالاً بالحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم.
وهو أول من أحيا سنة مولد
الشيخ عبد القادر الجيلاني قدس سره، في ذكرى ولادته في التاسع من شهر ربيع الثاني،
وبقيت هذه السنة من بعده يتعهدها أبناؤه وأحفاده إلى يومنا هذا، وانتشرت بعد ذلك
في عدة بلاد إسلامية، اقتداء بالحضرة القادرية المشرفة.
يقول الشيخ إبراهيم
الدروبي: «كان رحمه الله تعالى عالماً عاملاً، فصيح اللسان، خطيباً
مصقعاً، وكان يصلي إماماً في جامع جده السيد الشيخ عبد القادر الكيلاني، وهو الذي
أمر بقراءة المولد الشريف في الحضرة الكيلانية، يوم 11 ربيع الثاني ، وهو يوم ولادة سيدنا
الشيخ عبد القادر الكيلاني، وكان معروفاً بالعفة والنزاهة والتقوى» .
ويقول عنه الشيخ هاشم
الأعظمي: «هو الشيخ نور الدين ابن السيد ولي الدين الكيلاني، أحد
أحفاد مولانا الشيخ عبد القادر الكيلاني قدس الله أسراره العزيزة، درس العلوم
الإسلامية ولزم الجد في العلم، حتى أصبح من العلماء، ذا بركة صوفية زاهداً عابداً،
وجهت إليه وظيفة الإمامة في جامع جده المبارك والنقابة، ولم يزل على طريقته المثلى
وحالته الحسنى حتى رحل عن الدنيا إلى عالم النور» .
وفي سنة: (1033هـ)، تعرضت
المدرسة والحضرة القادرية، وجامع الشيخ عبد القادر الجيلاني للتخريب والدمار، وذلك
عندما احتلت بغداد من قبل الصفويين بقيادة الشاه عباس الأول، فاضطر الشيخ وعائلته
للابتعاد عن إدارة شؤون الحضرة القادرية والمسجد، ودامت هذه الفترة خمسة عشر سنة،
حتى انجلت هذه الغمة في سنة: (1048هـ)، في عهد السلطان العثماني مراد الرابع، الذي
أمر بإعادة إعمارها من جديد، وكان الشيخ نور الدين قدس سره وقتئذ قد انتقل إلى
الرفيق الأعلى.
وكانت وفاته قدس الله سره في
الثاني والعشرين من شهر شوال من سنة: (1043هـ)، كما هو ثابت في السجلات الرسمية ، ودفن في الحضرة القادرية
مع والده وجده قدست أسرارهم العلية .
وللشيخ عقب وذرية مباركة، من ولده الشيخ حسام الدين
القادري، الذي تولى مشيخة الطريقة القادرية، وشؤون أوقاف جده الشيخ زين الدين
القادري، بينما انتقلت نقابة الأشراف لذرية الشيخ عبد الرزاق الكيلاني نجل سيدنا
الشيخ عبد القادر قدس الله سره العزيز.
المصدر:
الأنوار الجلية من سير وتراجم رجال الطريقة القادرية العلية
للشيخ مخلف العلي القادري الحذيفي الحسيني