دعاء ليلة النصف من شعبان
الكاتب: الشيخ مخلف العلي القادري
وَظَائِفُ
لَيْلَةِ النَّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ
وَاعْلَمْ أَنَّ لَيْلَةَ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ لَيْلَةٌ مُبَارَكَةٌ،
وَيُسْتَحَبُّ إِحْيَاؤُهَا بِالْأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ وَذَلِكَ بِإِجْمَاعِ الْمُسْلِمِينَ.
وَمِنْ أَعْمَالِهَا الَّتِي أَخَذْنَاهَا عَنْ مَشَايِخِنَا هُوَ: أَنْ تَقْرَأَ بَعْدَ صَلَاةِ الْمَغْرِبِ سُورَةَ يَس(ثَلَاثَاً)، وَبَعْدَ كُلِّ مَرَّةٍ مِنْ قِرَاءَتِهَا
تَقْرَأُ الدُّعَاءَ مَرَّةً، وَكُلَّ مَرَّةٍ تَنْوِي بِنِيَّةٍ وَتَقُولُ فِيهَا
كَمَا يَلِي: فَي الْمَرَّةِ الْأُولَى: «أَنْ تَجْعَلَ عُمُرِي طَويَلَاً بِالطَّاعَاتِ وَالْخَيْرَاتِ
وَالْمَسَرَّاتِ». وَفِي الْمَرَّةِ الثَّانِيَةِ: «أَنْ تَرْفَعَ الْبَلَاءَ عَنِّي وَعَنْ أَهْلِي
وَأَوْلَادِي فِي هَذَا الْيَوْمِ وَالْعَامِ». وَفِي
الْمَرَّةِ الثَّالِثَةِ: «أَنْ تُغْنِينِي
وَأَهْلِي وَأَوْلَادِي عَنِ النَّاسِ بِفَضْلِكَ وَكَرَمِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ».
وَهَذَا هُوَ الدُّعَاءُ الْمُبَارَكُ كَمَا أَوْرَدَهُ الشَّيْخُ مَاءُ
الْعَيْنَيْنِ الشِّنْقِيطِيُّ قُدِّسَ سِرُّهُ فِي نَعْتِ الْبِدَايَاتِ:
«اللَّهُمَّ يَا
ذَا الْمَنِّ وَلَا يُمَنُّ عَلَيْهِ، يَا ذَا الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ، يَا ذَا
الطَّوْلِ وَالْإِنْعَامِ، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ ظَهْرُ اللَّاجِئينَ، وَجَارُ
الْمُسْتَجِيرِينَ، وَأَمَانُ الْخَائِفِينَ، اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ كَتَبْتَنِي عِنْدَكَ فِي أُمِّ
الْكِتَابِ شَقِيَّاً أَوْ مَحْرُومَاً أَوْ مَطْرُودَاً أَوْ مُقَتَّرَاً عَلَيَّ
فِي الرِّزْقِ، فَامْحُ اللَّهُمَّ بِفَضْلِكَ شَقَاوَتِي وَحِرْمَانِي وَطَرْدِي
وَإِقْتَارَ رِزْقِي، وَأَثْبِتْنِي عِنْدَكَ فِي أُمِّ الْكِتَابِ سَعِيدَاً
مَرْزُوقَاً مُوَفَّقَاً لِلْخَيْرَاتِ، فَإِنَّكَ قُلْتَ وَقَوْلُكَ الْحَقُّ فِي
كِتَابِكَ الْمُنَزَّلِ عَلَى لِسَانِ نَبِيِّكَ الْمُرْسَلِ: (يَمْحُوا اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ
الْكِتَابِ) ، إِلَهِي بِالتَّجَلِّي الْأَعْظَمِ فِي لَيْلَةِ النِّصْفِ
مِنْ شَهْرِ شَعْبَانَ الْمُكَرَّمِ، الَّتِي يُفْرَقُ فِيهَا كُلُّ أَمْرٍ
حَكِيمٍ وَيُبْرَمُ، أَنْ تَكْشِفَ عَنَّا مِنَ الْبَلَاءِ مَا نَعْلَمُ وَمَا لَا
نَعْلَمُ وَمَا أَنْتَ بِهِ أَعْلَمُ، إِنَّكَ أَنْتَ الْأَعَزُّ الْأَكْرَمُ،
وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ وَعَلَى آلِهِ
وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ».
وَمِمَّا يُنْسَبُ لِلْإِمَامِ الْجِيلَانِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ هَذَا الدُّعَاءُ: «اللَّهُمَّ إِذَا اطَّلَعْتَ لَيْلَةَ النِّصْفِ مِنْ
شَعْبَانَ عَلَى خَلْقِكَ، فَعُدْ عَلَيْنَا بِمَنِّكَ وَعِتْقِكَ، وَقَدِّرْ
لَنَا مِنْ فَضْلِكَ وَاسِعَ رِزْقِكَ، وَاجْعَلْنَا مِمَّنْ يَقُومُ لَكَ فِيهَا
بِبَعْضِ حَقِّكَ، اللَّهُمَّ مَنْ قَضَيْتَ فِيهَا بِوَفَاتِهِ فَاقْضِ مَعَ ذَلِكَ
لَهُ رَحْمَتَكَ، وَمَنْ قَدَّرْتَ طُولَ حَيَاتِهِ فَاجْعَلْ لَهُ مَعَ ذَلِكَ
نِعْمَتَكَ، وَبَلِّغْنَا مَا تَبْلُغُ الْآمَالُ إِلَيْهِ، يَا خَيْرَ مَنْ
وَقَفَتِ الْأَقْدَامُ بَيْنَ يَدَيْهِ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ، بِرَحْمَتِكَ يَا
أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ، وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ خَيْرِ
خَلْقِهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِين»([1]).
قَالَ الشَّيْخُ
عَبْدُ الْقَادِرِ الجِيلَانِيُّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي الْغُنْيَةِ: «فَأَمَّا الصَّلَاةُ الْوَارِدَةُ فِي لَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ
فَهِيَ: مِائَةُ رَكْعَةٍ بِأَلْفِ مَرَّةٍ (قُلْ
هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ) فِي كُلِّ رَكْعَةٍ
عَشْرُ مَرَّاتٍ، وَتُسَمَّى هَذِهِ الصَّلَاةُ: (صَلَاةَ الْخَيْرِ) وَتُعْرَفُ بَرَكَتُهَا،
وَكَانَ السَّلَفُ الصَّالِحُ يُصَلُّونَهَا جَمَاعَةً يَجْتَمِعُونَ لَهَا وَفِيهَا
فَضْلٌ كَثِيرٌ وَثَوَابٌ جَزِيلٌ».
وَرُوِيَ عَنِ
الْحَسَنِ رَحِمَهُ اللَّهُ أَنَّهُ قَالَ: «حَدَّثَنِي ثَلَاثُونَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيهِ وَآلهِ وسَلَّمَ أَنَّ مَنْ صَلَّى هَذِهِ الصَّلَاةَ فِي هَذِهِ
اللَّيْلَةِ نَظَرَ اللَّهُ إِلَيْهِ سَبْعِينَ نَظْرَةً، وَقَضَى لَهُ بِكُلِّ نَظْرَةٍ
سَبْعِينَ حَاجَةً، أَدْنَاهَا الْمَغْفِرَةُ، وَيُسْتَحَبُّ أَنْ تُصَلَّى هَذِهِ
الصَّلَاةُ أَيْضَاً فِي الْأَرْبَعَةِ عَشَرَ لَيْلَةً الَّتِي يُسْتَحَبُّ إِحْيَاؤُهَا،
الَّتِي ذَكَرْنَاهَا فِي فَضَائِلِ رَجَبٍ، لِيَحُوزَ بِهَا الْمُصَلِّي هَذِهِ
الْكَرَامَةَ، وَهَذِهِ الْفَضِيلَةَ وَالْمَثُوبَةَ».
المصدر: كتاب الكنوز النورانية من
ادعية وأوراد السادة القادرية ص 616