جديد الموقع
الشيخ أبو بكر القادري => سير مشايخ الطريقة ۞ أهم مشاكل التصوف المعاصر => مقالات في التصوف ۞ اختلاف الأمة المضحك المبكي => مقالات الشيخ القادري ۞ آداب المريدين => مؤلفات الشيخ القادري ۞ دعاء عظيم للحمل والذرية => فوائد ومجربات ۞ الصلاة الكبرى للجيلاني => مؤلفات الشيخ القادري ۞ الحرز الجامع والسيف المانع => مؤلفات الشيخ القادري ۞ درس تجربة => دروس ومحاضرات فيديو ۞ الوفاء لأهل العطاء => التعريف بشيوخ الطريقة ۞ تبصرة المسلمين وكفاية المحبين => مؤلفات الشيخ القادري ۞
المقال

قواعد السلوك (1): العقيدة الصحيحة

الكاتب: الشيخ القادري

تاريخ النشر: 11-06-2022 القراءة: 1331

سلسلة دروس قواعد السلوك

للشيخ مخلف العلي القادري الحسيني

القاعدة الأولى: العقيدة الصحيحة

مقدمة عن قواعد السلوك:

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ، اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علماً وعملاً وفقهاً وإخلاصاً في الدين وبعد :

أحباب وإخوتي الكرام

لقد عقدنا العزم على سلوك الطريق الحقيقي؛ الذي نتوصل به إلى المعرفة ولنكون علماء خبراء ؛ وذلك لتحقيق ما يلي:

الهدف الأول: وهو الأسمى والأعلى وهو الوصول إلى الله تعالى: وهذا هو مرادنا فإذا تحقق نلنا كل ما نريد.

الهدف الثاني: المعرفة والحكمة التي نسعد بها في حياتنا .

ودرسنا سيتناول قواعد السير والسلوك إلى الله تعالى ؛ وهذا القواعد هي الأهم والأفضل في الطريق فإذا التزم بها الإنسان نال المراد وحقق كل ما يصب إليه وهي:

1) القاعدة الأولى : العقيدة الصحيحة

2) القاعدة الثانية : المنهج الصحيح .

3) القاعدة الثالثة: المرشد الكامل .

4) القاعدة الرابعة : التوبة الصادقة .

5) القاعدة الخامسة: العلم .

6) القاعدة السادسة : حسن الإقبال على الله.

هذه ستة قواعد وسنشرع بتفصيل كل واحدة منها على حده ؛ ونسأل الله التوفيق والإعانة.

شرح القاعدة الأولى: العقيدة الصحيحة

وهذه القاعدة هي الأهم في بناء الأساس للسلوك؛ فإذا صحت العقيدة وكانت سليمة كان كل شيء على خير؛ لكن إذا كانت العقيدة فاسدة هل ينفعنا شيء ؟؟؟ كل ما خلا الله باطل؛ فما هي العقيدة الصحيحة التي يجب أن يلتزم بها المسلم؟ لن نخوض بالتفاصيل والتأصيل والشرح المستفيض؛ سنلتزم بعقيدة الفطرة التي فطر الله الخلق عليها؛ أي أساسيات العقيدة فقط لا غير؛ و الذي يهمنا شيء واحد؛ إن نلتزم بالعقيدة الصحيحة؛ التي تشمل ما يلي:

((اعتقادنا بالله تعالى وبرسوله وأنبياءه والملائكة والكتب والقضاء والقدر واليوم الآخر والصحابة وال البيت والأولياء )) .

عقيدتنا بالله عز وجل:

وهي أن نؤمن بان الله تعالى واحدٌ لا شريك له ، لا ند ولا ضد ، ولا شريك ولا والد ولا ولد؛ ونؤمن بأسمائه كلها نؤمن بان لله تسع وتسعين اسماً ؛ وان له أسماء استأثر بها لنفسه؛ وله أسماء علمها لخواص من خلقه؛ علمها من علم وجهلها من جهل؛ ونؤمن بصفات الله الواجبة في حقه سبحانه وتعالى وهي:

1) الوحدانية .

2) والقدرة .

3) والوجود .

4) والسمع .

5) والبصر .

6) والعلم .

7) والإرادة .

هذه الصفات السبعة هي الأهم؛ فإذا سلمت العقيدة في هذا الأمر كل ما بعده يهون.

اعتقادنا بالملائكة عليهم السلام :

نؤمن بأنهم مخلوقات نورانية لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون؛ لا يتصفون بذكورة ولا الأنوثة؛ وان جبريل عليه السلام هو سيدهم وهو خيرهم؛ وإنهم جند الله تعالى؛ مسخرون بأمره لما يشاء الله تعالى؛ ونؤمن أيضا بأنه يمكن رؤيتهم؛ ونعتقد أن المؤمن إذا استقام وكان من الخواص عند الله قد يكون خيرا من بعض الملائكة.

اعتقادنا بالأنبياء عليهم السلام:

نؤمن بجميع الأنبياء والرسل الذين أرسلهم الله تعالى ولا نفرق بين احد من رسله؛ ونؤمن بان أولي العزم هم أفضلهم؛ نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد عليهم الصلاة والسلام؛ ونؤمن بان سيدنا محمد هو سيدهم وهو خاتم الأنبياء والرسل؛ ونؤمن بان عيسى عليه السلام هو عبد الله تعالى خلقه من روحه ؛ ونؤمن بأنه مرفوع في السماء لم يصلب ولم يقتل؛ وانه سيبعث حكما عدلا آخر الزمان.

عقيدتنا بسيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلَّم :

نعتقد بأنه سيد الأنبياء والمرسلين؛ وأنه خاتمهم ؛ وأنه الشفيع المشفع ؛ وأنه حبيب الله وخير خلق الله ؛ وأن الله أول ما خلق نوره صلى الله عليه وآله وسلَّم للحديث: أول ما خلق الله نور نبيك يا جابر. وقوله الشريف: كنت نبياً وآدم منجدلٌ في طينته؛ وأنه معصوم وأنه مؤيد وأنه بلغ الرسالة؛ ونؤمن أنه صلى الله عليه وآله وسلَّم حي في قبره يصلي؛ وأنه يرد على من يسلم عليه؛ وأن الأرض لا تأكل جسده الشريف؛ وأنه يرى في المنام واليقظة ؛ وأنه سيد الموقف يوم القيامة.

عقيدتنا في الصحابة وآل البيت:

نحبهم ونقدرهم ؛ طهرهم الله من الرجس؛ والصحابة كلهم عدول؛ .

مختصر عقيدتنا في القران الكريم :

هو كلام الله انزله على قلب حبيبه محمد صلى الله عليه وآله وسلَّم وأنه المجموع بين دفتي المصحف كما جمعه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلَّم؛ وانه غير محرف وأنه معصوم محفوظ فيه علم الأولين والآخرين.

مختصر عن القضاء والقدر:

نعتقد أن الأعمال كلها من الله خلقا ومن أنفسنا كسبا؛ الله يخلق جميع الأعمال؛ ونحن نقوم بكسبها؛ والخير من الله والشر من أنفسنا؛ وان كل شيء مكتوب ومقدر عند الله؛ ونعتقد أيضا أن الإنسان مخير في أمور؛ ومسير في أمور أخرى: قال تعالى: وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ وقال أيضا: إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا.

اعتقادنا في التوسل والأولياء :

يجوز التوسل؛ وان الأولياء لهم كرامة عند الله والكرامة موجودة إلى يوم القيامة ومن أنكرها فقد كفر؛ لأنها ثبتت في القرآن والسنة. وهكذا نكون قد انهينا من القاعدة الأولى وهي العقيدة الصحيحة؛ وهي تلخيصا لعقيدة أهل السنة والجماعة.

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً والحمد لله رب العالمين.