اهمية الإذن بدخول الخلوة
الكاتب: الشيخ مخلف العلي القادري
أهمية الإذن في
دخول الخلوة الشريفة
اعلم أخي السالك أنَّ دخول الخلوة بإذنٍ أو بأمرٍ من شيخك يعتبر من أهم
وآكد شروط نجاح الخلوة، بل إنها لا تصح بدون هذا الشرط وقد تكون مضارها أكبر من
منافعها.
فإن أردت دخول الخلوة فلابد لك من الإذن أو الأمر الصريح من شيخك فإنَّ ذلك
من أهم آداب الخلوة، فالشيخ يُبَصِّرُكَ بما يلزم فعله لجلب الفتح في الخلوة، وأما
دخولك من دون إذنه مخالفٌ لما عليه القوم.
بل ذكر بعض العارفين أنَّ من آداب الخلوة أن
يدخل الشيخ الخلوةَ ويركع فيها ركعتين قبل دخول المريد إليها، ثم يتوجه إلى الله
تعالى بقلبه ودعائه لعلَّ الله يوفق المريد في خلوته.
وزاد بعضهم فقال: فمن شروطها: دوام
ربط القلب بالشيخ بالاعتقاد والاستمداد على وصف التسليم والمحبة، والاعتقاد التام
بأنه لا يصل إليه أي خيرٍ إلا من قِبَلِ شيخه المباشر، ومتى غاب فكره عن شيخه فقد
خسر الصفقة.
بل قال بعضهم: لو استطعت أن تجعل خلوتك مقابل باب شيخك
فافعل لتحظى بنظره ومدده في كل وقت وحين، أضف إلى ذلك حاجتك إلى توجيهه وإرشاده
ومتابعته لأحوالك الظاهرة والباطنة في خلوتك، وكل هذا لا يتأتى إلا بالإذن أو الأمر
منه، وبدخولك دون إذنه تحرم من كل هذا، فافهم وفقك الله تعالى.
نقلاً عن كتاب
العقد الفريد في بيان خلوة التوحيد
للشيخ مخلف العلي الحذيفي القادري
حقوق النشر والطباعة محفوظة للمؤلف