الشيخ محمد القادري الباقري
الكاتب: الشيخ القادري
الشيخ محمد الباقري القادري الحسيني
ومن أجلِّ شيوخ
الطريقة القادرية البريفكانية، الذين لاح نور سندهم في مشارق الأرض ومغاربها، هو
سيدنا وشيخنا ومرشدنا وحلقة الوصل في سلسلتنا المباركة العارف بالله السيد الشريف الشيخ
محمد القادري الباقري، ابن السيد خلف، ابن السيد الشريف الأمير عبد العلي، ابن
السيد علي، ابن السيد عبد الرحمن، ابن السيد عبد الله، ابن السيد محمد، ابن السيد
زيد، ابن السيد زين، ابن السيد شريف، ابن السيد الولي الكبير الشريف سلامة، ابن
السيد الشريف غيث، ابن السيد الشريف غازي الحسيني، ابن الولي الكبير السيد الشريف
قاسم الحسيني، ابن السيد يحيى، ابن السيد إسماعيل، ابن السيد هاشم، ابن السيد عبد
الله، ابن السيد شريف، ابن السيد الأمير عجلان، ابن السيد علي، ابن السيد محمد،
ابن السيد جعفر، ابن السيد الحسن الشجاع، ابن السيد عباس، ابن السيد الحسن، ابن
السيد عباس، ابن السيد أبي الحسين علي، ابن السيد الحسن، ابن السيد أبي الحسن الحسين، ابن السيد علي، ابن
السيد محمد، ابن السيد علي، ابن السيد الإمام إسماعيل الأكبر ابن السيد الإمام
جعفر الصادق عليه السلام، ابن السيد الإمام محمد الباقر عليه السلام، ابن السيد
الإمام علي زين العابدين عليه السلام، ابن السيد الإمام السبط الشهيد الحسين عليه
السلام، ابن سيدنا أمير المؤمنين الإمام
علي بن أبي طالب عليه السلام، زوج السيدة البتول فاطمة الزهراء عليها السلام، بنت
رسول رب العالمين سيدنا ومولانا محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
ولد شيخنا قدس
سره في مدينة حران([1])،
في مطلع القرن التاسع عشر الميلادي، ونشأ وترعرع في كنف والده السيد خلف ابن
الأمير عبد العلي، الذي كان يعرف بالصلاح والتقوى، وله مكانته المرموقة بين الناس،
ثم انتقل للعيش في قرية أومرلي وهي من قضاء مدينة ماردين.
وكان الشيخ محمد
قدس سره رجلاً صالحاً زاهداً عابداً، يعرف بزهده وبساطته وتواضعه الكثير، وينحدر
نسبه من أسرة حسينة هاشمية عريقة النسب، نشأت على التصوف والسلوك والدين والتقى
كابراً عن كابرٍ، بل إن التصوف كان سجية فيهم، ينشؤون عليها منذ نعومة أظفارهم.
أما الطريقة
القادرية العلية البريفكانية، فقد سلكها من الشيخ محمد النوري البريفكاني أولاً
وهو من أقرانه بل يكبره بالعمر، ولكن إجازته وخلافته
كانت من يد العارف بالله الشيخ نور محمد البريفكاني القادري وأجازه بالطريقة القادرية وتلقينها وإعطاء أورادها وإلباس
الخرقة القادرية.
وكان
الشيخ قدس سره يحب العزلة والخلوة، فلازم عبادته وأذكاره وجعل منهجه ضمن دائرة
خاصة، وفي بيته وأهله وأولاده، وركز بشكل كبير على تربية أولاده الكرام وبالذات
ولده الأصغر الشيخ أحمد الأخضر الذي صار خليفته، فعلمهم آداب الطريق والتصوف
وأجازهم بما أجيز به من أوراد وأذكار.
أما تاريخ وفاته فلا يعلم على وجه اليقين، غير أنه في أواخر القرن
التاسع عشر، حيث سمعت الشيخ سيد محمد القادري وهو حفيده، أنه لما توفي جده الشيخ
محمد كان والده يبلغ من العمر (30) سنة، وولادة والده الشيخ أحمد في عام: (1860م)،
وهي يقيناً بعد عامك (1886م)، وهي السنة التي تولى فيها الشيخ نور محمد مشيخة
الطريقة بعد وفاة عمه الشيخ محمد الدهوكي قدس سره، وشيخنا أحد الذين نالوا الإجازة
عنه.
وكانت وفاته في قرية أومرلي، وهي قرية تتبع لمدينة ماردين التركية،
ودفن فيها وقبره ما زال فيها يقصده الزائرون من محبيه ومريديه وأحفاده، رحمه الله
تعالى، وقدس الله سره، وأسأل الله تعالى أن ينفعنا ببركته ويفيض علينا من نوره
وسره الشريف، آمين.
توفي رحمه الله تعالى وقد أعقب خمسة من الأبناء وهم: السيد عبد الرحمن،
والسيد حسين، والسيد حسن، والسيد إبراهيم، والسيد أحمد، وهو أصغرهم، وتنتشر ذريتهم
المباركة في تركيا وسورية والحجاز وهي ذرية مباركة بعضها من بعض([2]).
المصدر:
كتاب روض الجنان في ترجمة قطب البريفكان
للشيخ
مخلف العلي القادري
(1) حران مدينة قديمة في بلاد
ما بين النهرين تقع حالياً جنوب شرق تركيا عند منبع نهر البليخ أحد روافد نهر الفرات ذكرت في التوراة على أنها المدينة التي استقر فيها النبي إبراهيم عليه
السلام بعد هجرته من أور، سميت
عند الرومان باسم (كارهاي)، دخلها المسلمون عام 639م، وكانت هذه المدينة تابعة لولاية حلب العثمانية، ولسورية حسب معاهدة سيفر التي أنهت الحرب العالمية الأولى، ولكن معاهدة لوزان عام 1923 وضعت المدينة مع بقية الأقاليم السورية الشمالية ضمن الحدود التركية.