جديد الموقع
الشيخ أبو بكر القادري => سير مشايخ الطريقة ۞ أهم مشاكل التصوف المعاصر => مقالات في التصوف ۞ اختلاف الأمة المضحك المبكي => مقالات الشيخ القادري ۞ آداب المريدين => مؤلفات الشيخ القادري ۞ دعاء عظيم للحمل والذرية => فوائد ومجربات ۞ الصلاة الكبرى للجيلاني => مؤلفات الشيخ القادري ۞ الحرز الجامع والسيف المانع => مؤلفات الشيخ القادري ۞ درس تجربة => دروس ومحاضرات فيديو ۞ الوفاء لأهل العطاء => التعريف بشيوخ الطريقة ۞ تبصرة المسلمين وكفاية المحبين => مؤلفات الشيخ القادري ۞
الترجمة

الشيخ احمد الأخضر القادري

الكاتب: الشيخ القادري

تاريخ النشر: 11-06-2022 القراءة: 4102

ترجمة الشيخ أحمد القادري الحسيني

هو العارف بالله الولي الكبير الشيخ احمد الأخضر الحسيني القادري نقيب أشراف الجزيرة الفراتية بن السيد الشيخ محمد القادري الداري الباقري الحسيني بن السيد خلف بن الأمير المشهور عبد العلي الحسيني القادري بن علي بن عبد الرحمن بن عبد الله بن محمد بن زيد بن زين بن شريف بن سلامة بن غيث بن غازي ابن الولي الكبير قاسم الأعرج بن يحيى بن إسماعيل بن هاشم بن عبد الله بن شريف بن الأمير عجلان بن علي بن محمد بن جعفر ابن الحسن الشجاع (قاضي دمشق) بن العباس ( نقيب النقباء ) بن الحسن (قاضي دمشق) بن العباس (قاضي دمشق) المنتقل من قُم المشرفة إلى حلب الشهباء بن أبي الحسين ( نقيب البصرة ) بن الحسن ( نقيب الدينور ) بن أبي الحسن الحسين قتيل الجن بن علي ( أبي الجن لقب بذلك لشدة هيبته) بن محمد بن علي بن الإمام إسماعيل الأكبر بن الإمام جعفر الصادق ابن الإمام محمد الباقر بن الإمام علي زين العابدين ( السجاد) بن سيد الشهداء الإمام السبط الشهيد أبي عبد الله الحسين بن أمير المؤمنين أسد الله الغالب الإمام علي بن أبي طالب كرم الله تعالى وجهه زوج البتول سيدة نساء أهل الجنة وبضعة المختار الطاهرة سيدتنا فاطمة الزهراء عليها السلام بنت سيد الأولين والآخرين وقائد الغر المحجلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم .


مولده ونشأته:

ولد الشيخ أحمد القادري في عام1279 للهجرة الموافق لعام 1860 م في منطقة حران في الجنوب التركي وقيل في إحدى قرى ماردين العربية وتسمى قرية دارا من أسرة كريمة النسب من الأب والأم، وعرفت هذه العائلة بالكرم والجود والشجاعة وخدمة الناس وإطعام الطعام للفقراء والمساكين وعبري السبيل والمنقطعين .

وعمل والد الشيخ أحمد على تربية أولاده تربية صحيحة ، فقام بوضع ولده الشيخ أحمد وهو أصغرهم عند العلماء ليتعلم منهم العلوم الشرعية والأدب والأخلاق ، وتعلم الشيخ أحمد خلال فترة من الزمن أهم العلوم الشرعية كالفقه والتفسير والتوحيد وغير ذلك من العلوم .وتعرف الشيخ أحمد من صغره على أهل الصلاح والسلوك فعمل على خدمتهم وصحبتهم والأخذ عنهم فأعجب الشيخ أحمد بهؤلاء الرجال مما رأى عندهم من صدقٍ وإخلاص وتواضع وافتقار لله تعالى فبدأ يتنقل من شيخ إلى شيخ وكان سلوكه بداية على يد والده الذي أخذ الطريقة والخرقة القادرية عن الشيخ نور محمد البريفكاني القادري الحسيني قدس سره وعن الشيخ عبد القهار البريفكاني القادري الحسيني قدس سره . واخذ منه العلوم الصوفية والتربية والسلوك وتشرف الشيخ احمد بإجازة الطريقة منه قدس الله سره .


التعريف بالعائلة:

العائلة القادرية الحسينية صاحبة النسب الشريف الذي يصل بها إلى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم عاشت هذه العائلة في مدينة ماردين وقراها التركية منذ عصر قديم تحت ظل الخلافة الإسلامية العثمانية ، حيث كانت تلقى كل الاحترام من قبل الخلفاء والولاة العثمانيين ، وبقيت معيشتهم وحياتهم على هذا النحو إلى أن قامت الحرب العالمية الأولى عام 1914 م حيث شاركت بها الدولة العثمانية كحليفة لألمانيا ضد انكلترا وفرنسا ، وعندما انتهت الحرب العالمية الأولى بخسارة ألمانيا والدولة العثمانية ، أدت هذه الحرب إلى تغيرات هامة في الدولة العثمانية أهمها :

· خسارة الدولة العثمانية مستعمراتها العربية وعودة حدودها إلى الأناضول .

· انقلاب الحكم من حكم إسلامي إلى حكم علماني تقوده جماعة من الضباط العلمانيين على رأسهم مصطفى أتاتورك عدو الإسلام والمسلمين الأول .

حيث عمل مصطفى أتاتورك على إسقاط الحكم الإسلامي والخلافة الإسلامية وقام بإعلان الجمهورية التركية العلمانية ، ثم عمل على ملاحقة رجال الدين وإلقاء القبض عليهم ، وعمل على إغلاق المدارس الدينية مما أدى إلى هجرة العلماء والمشايخ وعدد كبير من المسلمين إلى الدول العربية ، ومن الذين هاجروا بسبب هذه الكوارث العائلة القادرية التي كانت تعيش في ماردين وما حولها ، حيث هاجروا إلى سورية لقربها من مدينة ماردين ، فبعضهم قصد مدينة حران وبعضهم قصد مدينة عامودا السوريتين وكان ذلك في العشرين من هذا القرن .

وكانت الأسرة القادرية تلقى الرعاية والتربية السلوكية على يد الشيخ العارف بالله محمد القادري الباقري (الداري ) نسبة لمدينة دارا والد الشيخ احمد القادري قدس الله سره وكان هو شيخ الطريقة القادرية فيهم وكان له خمسة من الأولاد وهم : السيد عبد الرحمن والسيد حسين والسيد حسن والسيد إبراهيم والسيد احمد الأخضر وهو الصغير

وقد سمعت من سيدي الشيخ عبيد الله القادري ومن سيدي الشيخ محمد القادري أبناء الشيخ احمد الأخضر القادري قصة هجرتهم نقلا عن والدهم الشيخ احمد القادري الأخضر الذي رأى النبي عليه الصلاة والسلام في منامه وهو يأمروه بالهجرة على سورية والإسراع بالخروج من تركية فاستيقظ واخبر شيخه ووالده بالخبر وطلب منه الهجرة فرفض الشيخ وقال لولده يا بني لقد جاء الأمر بالهجرة لك أنت وعندما يأتيني الأمر بالهجرة سألحق بك فخذ اهلك وامض بهم حيث أمرت فاصطحب الشيخ احمد الأخضر أفراد الأسرة وودع الشيخ محمد والده وخرج بأهله متوجها لسورية حيث سكنت عائلة الشيخ أحمد القادري مدينة عامودا . وهنا عرف الشيخ محمد أن هذا الابن ( الشيخ احمد ) سيكون له شان كبير وهو مازال في ريعان الشباب مازال في صغره

وفي هذه الأثناء وُجه أمر لأحد ضباط الجيش يقتضي باعتقال الشيخ محمد قدس سره وكان هذا الضابط من تلاميذ الشيخ فوقع في محنة كبيرة بين واجبه تجاه قادته وواجبه تجاه شيخه الفاضل فتوجه للشيخ واخبره بالخبر فقال له الشيخ يا بني افعل ما تؤمر ولا حرج عليك فما أنت إلا عبد مأمور فقال الضابط يا سيدي والله لن أفعلها حتى لو كلفني ذلك حياتي فإن شئت يا سيدي أن تنقذ نفسك وتنقذني وتخرج ليلا وتلحق بأهلك فأشفق الشيخ على تلميذه الضابط وقرر الخروج ليلا إلى سورية وخرج معه خادمه وعند الحدود التي تكثر فيها الوديان والتلال والجبال وهذا معروف في الحدود التركية السورية ضلوا طريقهم والليل يطبق عليهم بسواده وهم بين الجبال والوديان لا يهتدون لطريقهم وإذا بهم يسمعون على بعد منهم اصواتاً تذكر اسم الشيخ وإذا بهم عسكر يبحثون عن الشيخ بعد أن علموا بهروبه وعندها أصاب خادم الشيخ خوفا شديدا وراح يحدث نفسه قائلا آه منك يا شيخ كنت أظن انك شيخ فإذا بك لست بشيخ غنما الشيخ هو إبنك الشيخ احمد الأخضر الذي خرج بأهله بأمر من رسول الله ثم قال في نفسه أفضل شيء أقتل الشيخ ثم أقتل نفسي أو اهرب خيرا من الوقوع في أيديهم . وفي تلك اللحظات نظر الشيخ إليه وقال : أهذا ظنك بي يا أسفاه على صحبتك ثم نزل الشيخ عن دابته واخذ حفنة من تراب بيده ثم صعد على ظهر دابته وضرب الدابة على أذنيها ضربة قوية فإذا بأذنيها يخرج منها ضوء قوي جداً أضاء لهم الطريق لعدة أمتار فكُشف لهم الطريق ثم قرأ على التراب قول الله تعالى ( وجعلنا من بين أيديهم سداً ومن خلفهم سدا فأغشيناهم فهم لا يبصرون ) ثم ألقاها باتجاه العسكر فمر من بينهم ولم يشعر به احد حتى عبر الحدود فإذا بالشيخ احمد الأخضر ولده يقف على الحدود ينتظره ثم ترافقا وتوجها إلى عامودا

وبدأ الشيخ حياة جديدة هو وأقرباؤه فعملوا على بناء البيوت ليعيشوا فيها هم وأولادهم ، وبدأ الرجال يعملون بالزراعة وتربية الأغنام وغير ذلك معتمدين على أنفسهم في تدبير معاشهم وحاجياتهم إلى أن أتى العدو الفرنسي سنة 1925 م . حيث بدأ بقصف المدن السورية بالمدافع والطيران وكان من هذه المدن التي قصفت مدينة عامودا ، وبسبب هذا القصف الذي أصيبت به عامودا رجع الشيخ محمد القادري والد الشيخ احمد الأخضر إلى تركية واستقر بمدينة دارة حتى توفاه الله تعالى فيها وقبره فيها يزار ويقصد من المحبين والمتبركين إلى الآن

أما الشيخ أحمد القادري فقد انتقل هو وعائلته إلى دمشق في الثلاثينات وسكن منطقة الكلاسة القريبة من الجامع الأموي حيث اشترى منزلاً فيها ، وعاش هناك فترة من الزمن حيث التقى فيها بأكابر العلماء والمشايخ وبقي فيها إلى أواخر الأربعينات حيث عاد إلى عامودا وعمل على بناء بيته وتكيته وبدأ حياة مستقرة مع عائلته إلى أن توفي سنة 1954 م في عامودا ودفن فيها .

ورزقه الله بثلاثة أولاد أكبرهم هو سيدي الشيخ محمد وأوسطهم سيدي الشيخ عبد القهار وأصغرهم سيدي الشيخ عبيد الله القادري أما الشيخ عبد القهار فقد توفاه الله في مقتبل شبابه قبل أن يتزوج وامتدت جذور هذه الأسرة الحسينية الطيبة من خلال ذرية الشيخ محمد القادري والشيخ عبيد الله القادري

سلوك الشيخ احمد الأخضر ومجاهداته قدس الله سره:

وبعد وفاة والده الشيخ محمد القادري الداري الباقري الذي ترك عامودا ورجع على مدينة دارة في تركية التزم الشيخ احمد الأخضر مع الشيخ محمد الكالي الحسيني القادري شيخ الطريقة القادرية وهو أيضا مجاز من الشيخين عبد القهار البريفكاني والشيخ نور محمد البريفكاني وهو احد أبناء عمهم الذي كان يقيم في عامودا ووالد زوجته السيدة كلثوم والدة ابنه الشيخ محمد القادري نقيب السادة الأشراف ، فأخذ منه السلوك وعلم التصوف وقد عمل الشيخ محمد القادري على إدخال الشيخ أحمد الخلوات المستمرة ، فكان لا يخرج من خلوة إلا وقد دخل بغيرها وذلك لأن الخلوة تُكسب المؤمن الصفاء والمراقبة لله تعالى وهي توضح أن المسلم لا يكمل إسلامه مهما كان متحلياً بالفضائل قائماً بألوان العبادات ، حتى يجمع إلى ذلك ساعات من العزلة والخلوة عن الناس يحاسب بها نفسه ويراقب الله تعالى ويتفكر في مظاهر الكون وأيضاً يكتسب بالخلوة التخلي عن الصفات الذميمة وتجعله متحليا بالصفات الجميلة . وهذا هو التصوف الحقيقي .


قال الجنيد البغدادي رضي الله عنه ( التصوف استعمال كل خلق سني وترك كل خلق دني ) كتاب النصرة النبوية للشيخ مصطفى المدني ص 22

وقال ابن خلدون في تعريف التصوف ( لعكوف على العبادة والانقطاع إلى الله تعالى والإعراض عن زخرف الدنيا والزهد فيما يقبل علية الجمهور من لذة ومال وجاه والانفراد عن الخلق في الخلوة للعبادة ) مقدمة ابن خلدون دار القلم ص 467

ويقول الإمام أبو الحسن الشاذلي رحمه الله تعالى ( التصوف تدريب النفس على العبودية وردها لأحكام الربوبية ) كتاب نور التحقيق للشيخ حامد صغر ص 93

وهذا كله مستنبط من عمل النبي صلى الله عليه وسلم حيث كان يختلي في غار حراء للعبادة والتفكر ، وتعلم الشيخ أحمد القادري التربية والسلوك الصحيح وقد أخذ إجازة من عند شيخه بهذه الطريقة لتكون له سندا في حياته ولتلامذته من بعده .

ويقول الشيخ السيد سليم الحسيني أحد علماء محافظة الحسكة وهو من أقارب الشيخ : إن الشيخ أحمد القادري كان يدخل الخلوات في كهوف مدينة دارا ويبقى لأيام طويلة يذكر الله فيها ، وأنه لازال يُعرف أحد الكهوف الذي كان يدخله الشيخ أحمد من قبل أهالي مدينة دارا .

وهذا يدل على أن المجاهدة للنفس توصل إلى مرضاة الله لقوله تعالى وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ . العنكبوت 69

وقد عرف عن الشيخ انه من أهل الخلوات والمجاهدات وكان شديدا بها وملازماً لها وقد سمعت من ولديه الشيخ محمد والشيخ عبيد الله القادري انه دخل خلوة في بلدة دارة في سجن قديم تحت الأرض ثمانين درجة وبقي سبع سنوات متواصلة يتعبد الله تعالى فيه لا يبرحه أبدا وكان الشيخ يقيم في قرية حطين ( الشاغر بازار) وكان له مكان يتعبد فيه في هذه القرية وهو مازال إلى الآن موجود وقد رأيته وهو مغارة في تلة في تلك القرية يراها كل عابر من تلك القرية كان ينقطع إلى الله تعالى ويقوم بخلواته ومجاهداته فكان ينقطع فيها أربعين يوم وسبعين يوم وأربعة أشهر وسنة وشهرين وهكذا كان حاله .


وحدثني الشيخ محمد القادري رحمه الله : أن والده توجه إلى العراق لزيارة الشيخ عبد القادر الجيلاني رضي الله عنه والشيخ نور الدين البريفكاني شيوخ طريقته وبرفقته أخوه الذي يكبره الشيخ إبراهيم القادري ولما انتهى من زيارة الشيخ عبد القادر ورجع لزيارة الشيخ نور الدين البريفكاني وكان الشيخ المرشد المشرف على الطريقة البريفكانية هو الشيخ عبد القهار البريفكاني القادري شيخ والده الشيخ محمد القادري الداري الباقري وعمه وشيخه الشيخ محمد الكالي القادري هو شيخ السجادة البريفكية فلما توجها لزيارته قال لهما اذهبا وانتظراني حتى أتيكما وذهبا إلى الجبل الأسود ( جبل البريفكان ) وانتظراه هناك حيث أمرهما وجلسا ينتظران يوم ويومين وثلاثة ولم يحضر الشيخ ومرت جمعة كاملة ولم يحضر الشيخ عبد القهار قدس الله سره فسئم الشيخ إبراهيم من الانتظار وهم بالرحيل فأراد من الشيخ احمد أن يصحبه فرفض ذلك وقال لن أبرح حتى يأتيني الشيخ كما أمرني وبقي ينتظر هناك ومرت سنتين حتى جاءه الشيخ فوجده ما زال ينتظر ( طبعا كان المكان الذي ينتظر الشيخ فيه قدوم الشيخ عبد القهار هو عند ضريح الشيخ نور الدين البريفكاني القادري هناك من يقوم على طعامه وشرابه ويوجد مسجد يصلي فيه أي حوائجه مقضية ) فلما قدم الشيخ عبد القهار بايعه وأعطاه الإجازة وألبسه الخرقة القادرية ثم أمره بالرجوع إلى أهله .

وهكذا كانت الرحلة السلوكية للعارف الشيخ احمد الخضر القادري الحسيني رضي الله عنه تنقل فيها بين الشيوخ العارفين والرجال الصالحين حتى فتح الله عليه .


إجازة الشيخ احمد الأخضر في الطريقة القادرية:

لقد من الله على هذا الشيخ العارف بالله وشرفه بالإجازة في طريقة سيدي عبد القادر الجيلاني رضي الله عنه فكانت إجازته من طريقين من طريق والده الشيخ محمد الباقري القادري الداري ومن عمه الشيخ محمد الكالي القادري وكلاهما يلتقي في الشيخ نور محمد البريفكاني القادري الحسيني والشيخ عبد القهار البريفكاني وكلاهما يلتقي عند عن الولي الكبير السيد الشيخ محمد النوري البريفكاني القادري الحسيني قدس سره وهو عن عمه إمام الطريقة وشمس فلك الحقيقة قطب العارفين وغوث الواصلين وإمام المحققين وشمس الموحدين تاج الكاملين ومجدد الدين حضرة مولانا القطب النوراني الجيلاني الثاني سيدي الشيخ نور الدين البريفكاني القادري الحسيني قدس الله سره عن العالم العامل الزاهد الورع التقي الشيخ محمود الجليلي الموصلي القادري قدس سره عن الشيخ أبي بكر الألوسي القادري قدس سره عن والده الشيخ عثمان القادري قدس سره عن والده الشيخ أبو بكر البغدادي القادري قدس سره عن والده الشيخ يحيى القادري قدس سره عن والده الشيخ حسام الدين القادري قدس سره عن والده الشيخ نور الدين القادري قدس سره عن والده الشيخ ولي الدين القادري قدس سره عن والده الشيخ زين الدين القادري قدس سره عن والده الشيخ شرف الدين القادري قدس سره عن والده الشيخ شمس الدين القادري قدس سره عن والده الشيخ محمد الهتاكي القادري قدس سره عن والده نجل الباز الأشهب سيدي الشيخ عبد العزيز القادري قدس سره عن والده السيد الشيخ الأكبر والكبريت الأحمر الغوث الصمداني والهيكل النوراني قطب الطرائق وغوث الخلائق وشمس فلك الحقائق ذو الفيض الجاري والنور الساري صاحب السر السبحاني مولانا أبي صالح محي الدين الغوث الأعظم الباز الأشهب الشيخ عبد القادر الجيلاني قدس سره العالي ورضي الله عنه وهو عن شيخه الشيخ أبي سعيد المبارك المخزومي رضي الله عنه عن الشيخ علي الحكاري رضي الله عنه عن الشيخ أبو فرج الطرسوسي رضي الله عنه عن الشيخ عبد الواحد التميمي رضي الله عنه عن الشيخ أبو بكر الشبلي رضي الله عنه عن شيخ الطائفتين الشيخ الجنيد البغدادي رضي الله عنه عن خاله الشيخ السري السقطي رضي الله عنه عن الشيخ معروف الكرخي رضي الله عنه عن السيد الإمام علي الرضا عليه السلام عن أبيه السيد الإمام موسى الكاظم عليه السلام عن أبيه السيد الإمام جعفر الصادق عليه السلام عن أبيه السيد الإمام محمد الباقر عليه السلام عن أبيه السيد الإمام علي زين العابدين عليه السلام عن أبيه سيد شباب الجنة سبط الرسول صلى الله عليه وسلم السيد الإمام الحسين بن علي عليه السلام عن أمير المؤمنين سيدنا مولى الثقلين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه ورضي الله عنه وأرضاه عن فخر الكائنات ونور الموجودات سيدنا ومولانا وقـرة أعيننا الرسـول الكريم محمد صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين . وكذلك تشرف بالإجازة من يد الشيخ عبد القهار البريفكاني الذي اخذ عن الشيخ محمد النوري البريفكاني ثم عن الشيخ نور الدين البريفكاني القادري الحسيني

وكذلك لها طريق آخر وهو عن الشيخ معروف الكرخي رضي الله عنه عن الشيخ داوود الطائي رضي الله عنه عن الشيخ حبيب العجمي رضي الله عنه عن سيد التابعين الشيخ الحسن البصري رضي الله عنه عن قطب المشارق والمغارب وأسد الله الغالب زوج البتول وابن عم الرسول عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه عن فخر الأنبياء وسيد الأصفياء وميم المحبة وحاء الحكمة وميم المودة ودال الديمومة سيد العرب والعجم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، وهو عن أمين الوحي جبرائيل عليه السلام وهو عمن ليس كمثله شيء وهو السميع البصير رب العزة جل جلاله


مشايخ الشيخ أحمد القادري وإجازاته

1. والده الشيخ محمد الباقري القادري الحسيني قدس سره

2. عمه الشيخ محمد الكالي القادري الحسيني قدس سره

3. الشيخ عبد القهار البريفكاني القادري الحسيني قدس سره .

4. المجاهد الكبير الشيخ أحمد السنوسي قدس سره .

5. الشيخ يعقوب الحسني الكيلاني قدس سره .

6. الشيخ أحمد الشمس خليفة العلامة الشيخ مصطفى ماء العينين الحسني مؤلف كتاب [ نعت البدايات وتوصيف النهايات ] .

زواج الشيخ احمد الأخضر وأسرته وكسبه الدنيوي

عندما تلقى الشيخ أحمد الإجازة من شيخه محمد القادري بالطريقة القادرية أراد الشيخ محمد أن يكرم ولده الشيخ أحمد القادري فزوجه ابنته السيدة كلثومة ، وعاشا في مدينة دارا إلى آخر الخلافة العثمانية ، ثم انتقلا إلى قرية عامودا وعاشا بها ، ورزقه الله سبحانه وتعالى منها بغلام سماه محمد القادري على اسم شيخه الشيخ محمد القادري ،ودعا الله أن يجعله من الصالحين وأن يكون على قدم شيخه ، ومن ثم تزوج بالسيدة غزالة وأكرمه الله بولد وبنات منها ، وسماه عبيد الله القادري وكذلك ولد له ولد اسمه عبد القهار وكان أوسط أولاده ولكن الله توفاه شاباً في مقتبل العمر

وقد عمل الشيخ أحمد القادري على تربية أولاده على ما نصه سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم : (( أدبوا أولادكم على ثلاث خصال : حب نبيكم وحب أهل بيته وعلى قراءة القرآن )).

وكان يعمل الشيخ أحمد القادري بالزراعة وتربية الأغنام معتمداً على نفسه في تأمين حاجاته وحاجات أولاده ، وكان يحث أولاده بالاعتماد على أنفسهم وأن لا ينظروا لما في أيدي الناس ، وهذا من آداب التصوف كما قال الشيخ معروف الكرخي رضي الله عنه : (التصوف الأخذ بالحقائق واليأس مما في أيدي الخلائق )عوارف المعارف 313

وذلك لحديث الرجل الذي أتى إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقال له : يا رسول الله دلني على عمل إذا فعلته أحبني الله وأحبني الناس ؟ فقال صلى الله عليه وسلم : أزهد في الدنيا يحبك الله ، وأزهد فيما عند الناس يُحبك الناس رواه ابن ماجة عن سهل بن سعد الساعدي

كما أن الشيخ أحمد القادري تعين من قبل الحكومة السورية أيام الرئيس هاشم الأتاسي نقيباً للأشراف لمنطقة الجزيرة السورية ( الفراتية ) وذلك بمرسوم جمهوري ، ولكن الشيخ أحمد القادري وضع شرطاً وهو أن لا يأخذ أجراً على هذا العمل الشريف .


صفات الشيخ احمد الأخضر الخَلقية والخُلقية ومذهبه وعقيدته

كان الشيخ أحمد القادري الحسيني ليس بالرجل الطويل ولا القصير وإنما كان متوسط القامة ، وكان ملئ الجسم ذا وجه جميل ولحية كثة وتظهر عليه هيبة أهل البيت رضوان الله عليهم .

وعرف أنه دائماً كان يلبس اللفة الخضراء والعباءة الخضراء في أكثر أوقاته ، لهذا سُمّي بالشيخ أحمد الأخضر وعند الأكراد يُقال له : الشيخ أحمد (الكسك)أي الأخضر .

وحدثني الشيخ سليم الحسيني والشيخ عفيف الحسيني : أن الشيخ أحمد القادري عُرف بالتواضع والكرم المفرط وخدمة الناس وأنه كان محافظاً على الإقتداء بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم في حياته المعاشية وفي معاملته .وعُرف عنه أنه كان يسعى بأن لا يترك سنة ولا أدباً ولا فعلاً ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا وأراد أن يقوم به ، وكان يقول : محبة النبي صلى الله عليه وسلم لا تأتي بالكلام وإنما بالإتباع الصحيح له . وكان الشيخ أحمد القادري ناهجاً منهج رسول الله صلى الله عليه وسلم في سلوكه وفي تربية التلاميذ ، حيث كان يعمل على تعليمهم وحثّهم على التعلم قبل أن يدخلوا الطريق . وعُرف أنه كان آمراً بالمعروف وناهياً عن المنكر ولا يخشى في الله لومة لائم .وحدثني الشيخ محمد عبد القادر ابنه : أن الشيخ أحمد القادري كان مجاهداً في سبيل الله أيام العدو الفرنسي حيث شارك بالتصدي لهم هو وأبناء قرية عامودا وذلك في أول الثلاثينات ، ولهذا الوقت الناس يذكرونه ويضربون المثل بشجاعته وكرمه ومحبته للناس .وكان الشيخ أحمد القادري متبعاً للمذهب الشافعي وكانت عقيدته عقيدة أهل السنة والجماعة وهي العقيدة الأشعرية .


ميزات الشيخ أحمد القادري الذاتية في الجهاد

شارك الشيخ أحمد القادري مع أبناء عامودا في الجهاد ضد العدو الفرنسي في الثلاثينات ، وعندما انتقل الشيخ أجمد إلى مدينة دمشق شارك أهلها بالجهاد ضد العدو الفرنسي .حدثني الشيخ محمد القادري أن والده الشيخ أحمد القادري كان يساعد المجاهدين بإيصال المؤن لإخوانهم في فلسطين من غذاء وسلاح وغير ذلك ، ليحصل على ثواب المجاهدين ، ولكي يطبق حديث النبي صلى الله عليه وسلم : من جهز غازياً في سبيل الله فقد غزا ، ومن خلف غازياً في أهله بخير فقد غزا أخرجه البخاري ومسلم وأبو داوود والترمذي والنسائي وابن ماجه عن زيد بن خالد الجهني


.حياة الشيخ احمد الأخضر العلمية

تلقى الشيخ أحمد القادري العلم من صغره على أيدي العلماء في مدينة دارا ، بحيث تعلم الفقه الشافعي وعلم التفسير والعقيدة ، وقرأ القرآن على أيدي العلماء أيضاً ، وتعلم التصوف ومصطلحاته على أيدي أهل الصلاح المشهود لهم ، وعُرف أنه لازم أكثر من شيخ ليسلك على يديه قاصداً تربية نفسه ، ولكي يصل إلى مرضاة الله ويتعلم كيف يصل العبد إلى مقام الإحسان كما أنه اشتهر بعلم الأنساب حيث تعين بالخمسينات من قبل رئيس الجمهورية هاشم الأتاسي نقيباً للسادة الأشراف لمنطقة الجزيرة السورية في محافظة الحسكة .


منهج الشيخ أحمد القادري في التربية وأهم تلامذته

سخر الشيخ أحمد القادري حياته في تعليم الناس وتربية نفوسهم وتزكيتها ، حيث كان يعلمهم الأدب مع الله سبحانه وتعالى ثم مع الناس ، ويعلمهم مكارم الأخلاق وأن العبد مهما تقرب إلى الله بعبادته وطاعته إذا لم يكن عنده أخلاق فلن يصل إلى مقام العبودية الصحيح ، وذلك لحديث النبي صلى الله عليه وسلم : الذي أخرجه البخاري ومسلم عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال : قال صلى الله عليه وسلم: ( إن من خياركم أحسنكم أخلاقاً ) . وروى أحمد في مسنده وأبو داود وابن حبان في صحيحه والحاكم في المستدرك عن أبي هريرة قال : قال صلى الله عليه وسلم: ( أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً)

وكان الشيخ أحمد القادري ناهجاً منهج الشيخ عبد القادر الجيلاني ومشايخ طريقته وذلك بإعطاء الأوراد وإدخال المريد الخلوة ليُطهر قلبه عن الشواغل التي تقطعه عن الله من حب المال والجاه وغير ذلك .ومن هذه الخلوات التي كان يهتم بها خلوة الأنفس السبعة التي نص عليها الشيخ عبد القادر الجيلاني في كتابه الفيوضات الربانية في المآثر والأوراد القادرية التي تقسم إلى سبع مراحل ، وكل مرحلة من هذه المراحل لمجاهدة نفسٍ من هذه الأنفس السبعة .فكان المريد عندما يدخل خلوة الأنفس السبعة لا يخرج منها حتى ينهي المراحل السبعة وذلك لينتهي من شرور نفسه ويزكيها استجابة لقوله تعالى وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا(7)فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا(8)قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا(9)وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا(10) الشمس .

وهذا يدل على أن الشيخ أحمد القادري كان اهتمامه بعلم التصوف واندراجه به أكثر من اندراجه واهتمامه بالعلوم الشرعية ، لكن الشيخ أحمد القادري كان يعلم تلامذته بأن يتمسكوا بالكتاب والسنة ، وأن العبد لا يصل إلى الله إذا لم يكن مطبقاً أوامر الله سبحانه وتعالى وأوامر رسوله صلى الله عليه وسلم .


أهم تلامذة الشيخ أحمد الأخضر القادري الذين أجازهم :

1- الشيخ محمود الشقفة رحمه الله في حماة منطقة الحاضر .

2- الشيخ ياسين أبو كمال في دمشق منطقة ساروجة .

3- الشيخ عبد الغني الأنصاري في ماردين .

4- الشيخ محمد القادري ابنه الكبير .

5- الشيخ عبيد الله القادري ابنه الثاني الذي أجازه الشيخ محمد بأمر من والده .


حياة الشيخ احمد الأخضر في دمشق واجتماعه بعلمائها وأوليائها

ذكرت في بداية هذه الرسالة أن الشيخ أحمد القادري انتقل هو وعائلته من قرية عامودا في الثلاثينات إثر الضغوط التي عانت منها قرية عامودا من قبل العدو الفرنسي إلى مدينة دمشق ، حيث اشترى بيتاً في منطقة الكلاسة المجاورة للجامع الأموي .حيث بدأ الشيخ أحمد القادري بالتعرف على علمائها والأخذ عنهم أمثال الشيخ بدر الدين الحسني رحمه الله تعالى ، وحدثني ابنه الشيخ محمد القادري أن والده كان يزور العلماء في دمشق وأكثرهم كانوا يزورونه أمثال الشيخ أبو اليسر عابدين والشيخ محمد صالح الفرفور والشيخ مكي الكتاني رئيس رابطة العلماء الذي زاره في دمشق وفي عامودا في الخمسينات وأمثال الشيخ علي الدقر والشيخ محمد الهاشمي والشيخ بدر الدين الحسني محدث الديار الشامية والشيخ محمد أمين كفتارو والشيخ محمد سعيد الحمزاوي نقيب أشراف الشام والشيخ هاشم الخطيب خطيب الجامع الأموي والشيخ ملا رمضان البوطي والشيخ أبو الخير الميداني والشيخ إبراهيم الغلاييني مفتي قطنا والشيخ محمد الحامد عالم حماه الذي زاره في عامودا والشيخ محمد النبهاني والشيخ محمد العربي الفيروزي الحسني أمين الفتوى في بيروت والشيخ أحمد الحارون الذي كان يزوره كثيراً في الكلاسة .ومن العلماء الذين اجتمع معهم في منطقة الجزيرة : الشيخ أحمد الخزنوي والشيخ محمد صدقة المدني والشيخ إبراهيم حقي والشيخ سعيد القرفي مفتي دير الزور ، وأخبرني الشيخ محمد القادري أن والده الشيخ أحمد الأخضر أخبره بأنه اجتمع في تركيا بالشيخ محمد أبو الهدى الصيّادي . وكل هؤلاء العلماء كانوا يجلونه ويعظمونه ويعرفون له قدره


من أقوال الشيخ أحمد القادري

· لا تهتموا بالكرامات والكشوفات ، لكن اهتموا بالاستقامة على شرع الله وسنة نبيه رسول الله صلى الله عليه وسلم .

· المؤمن إذا عمل بالطاعة الخالصة إلى الله سبحانه وتعالى فإن هذا العمل يُغنيه عن النسب لقوله صلى الله عليه وسلم : ( إن أولى الناس بي المتقون من كانوا وحيث كانوا ) رواه احمد عم معاذ بن جبل رضي الله عنه

· يجب أن تكون تقوى الرجل منسوبة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثر من غيره لأن الرجل المنسوب إذا لم توجد عنده التقوى سيكون عليه عقوبتان : عقوبة على عدم استقامته ، وعقوبة على عدم احترامه لهذا النسب الذي فضله الله به عن غيره من الناس .

· إياكم والتكبر فإنه من صفات إبليس حيث قال له الله سبحانه وتعالى (وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنْ الْكَافِرِينَ) البقرة 34

· وكان يقول للمريد عندما يلقنه الذكر : يا ولدي أنا والدك والعلماء والمشايخ أعمامك وتحترمهم ولا تنسى من هو أبوك .

· لا تضعوا اليد فوق اليد أمامي لأن هذه الوقفة شُرعت للوقوف بين يدي الله سبحانه وتعالى في الصلاة ولا تجلسوا أمامي على الركب لأن هذه الجلسة شرعت لإلقاء التحية على الله سبحانه وتعالى والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم .

· يا ولدي طريقتنا على الكتاب والسنة ، يا ولدي التصوف ليس بالقيل والقال وإنما هو جوع وسهرٌ وملازمة الأعمال .


أقوال العلماء والمشايخ في الشيخ أحمد القادري

· الشيخ ولي الدين الفرفور : حدثني الشيخ الوالد محمد صالح الفرفور أنه زار الشيخ أحمد القادري في بيته في الكلاسة .

· الشيخ سليم الحسيني أحد علماء الأكراد في محافظة الحسكة : الشيخ أحمد القادري رجل عُرف بالكرم والمروءة والفتوة والشجاعة وخدمة الناس والتلاميذ الذين كانوا يتلقون التربية عنده ، ولا زال الناس يضربون به المثل ويذكرونه بكل خير .

· الشيخ عفيف الحسيني أحد علماء الأكراد في محافظة الحسكة وله مؤلفات وكتب: الشيخ أحمد القادري الأخضر رجلٌ لو أردنا أن نتكلم عنه وعن صفاته وأخلاقه لما أعطيناه حقه لكن يكفي أن نقول إنه رجلٌ مات جسداً وبقي ذكره بين الناس لم يمت ، وأنه عرف بتواضعه وخدمته لغيره وعُرف واشتهر أنه من أهل المجاهدات حيث أنه كان يدخل الخلوات في كهوف مدينة دارا التركية ويبقى فيها الأيام الطوال والناس يخافون أن يدخلوها نهاراً .


وفاة الشيخ أحمد القادري الحسيني رحمه الله تعالى

بعد أن تعرفنا على حياة الشيخ ونشأته وصفاته وتنقلاته من حيث أنه ولد في مدينة دارا وانتقل منها إلى قرية عامودا ومن ثم انتقل إلى دمشق وعاش فيها مدة من الزمن وتعرّف بها على علمائها وعلى أهل الصلاح فيها وبعد هذه المدة أراد الشيخ أحمد العودة إلى قرية عامودا ليبني بيته وتكيته بعد أن هُدما من قبل العدو الفرنسي .فعاد الشيخ أحمد القادري إلى عامودا فبنى بيته وتكيته وريثما انتهى من هذا العمل مرض مرضاً عادياً ، فجلس في فراشه ستة أيام وفي اليوم السابع انتقل إلى مجاورة الرفيق الأعلى في يوم الخميس من شهر رجب لعام 1373 الموافق لنيسان عام 1954م تاركاً خلفه أولاداً صالحين يدعون له ، وتاركاً تكيته التي لازالت تستقبل الضيوف حتى الآن ومازالت تعرف باسمه ، وتجمع الناس على ذكر الله ، ويأوي إليها طلاب العلم من كافة المحافظات ، وتاركا خلفه سر الطريق في تسليك الناس للوصول إلى الله سبحانه وتعالى . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث : صدقة جارية ، أو علم ينتفع به ، أو ولد صالح يدعو له ) رواه مسلم عن أبي هريرة

ودفن رضي الله عنه في مدينة عامودا وقبره مازال يوجد ويزار ويقصد إلى الآن وقد أكرمنا الله بزيارته


آثار الشيخ أحمد القادري قدس سره

انتقل الشيخ أحمد القادري إلى مجاورة الرفيق الأعلى وقد ترك خلفه آثاراً جلية ، ومن هذه الآثار :

التكية القادرية الحسينية : وهي تكية الشيخ احمد القادري التي بناها بنفسه وهي موجودة إلى الآن في عامودا التي لازال يُقام بها حلق الذكر والعلم ، ولازال عابري السبيل إلى هذا الوقت يأتون إليها ويجدون الطعام والشراب والمعاملة الحسنة من قبل أبناء الشيخ أحمد القادري وأحفاده ، وإلى هذا الوقت يدخلها السالكون الجدد بقصد الخلوة فيها وذلك لاتساعها وكثرة غرفها ، ويقوم أبناء الشيخ أحمد القادري على تقديم الطعام والشراب وكافة ما يحتاجه الناس الذين يقصدونها .ولازال أتباع الشيخ أحمد القادري في بغداد وماردين ودارا والأناضول وغيرها من البلاد يجمعون الناس على ذكر الله ناهجين منهج الشيخ أحمد القادري في الطريقة القادرية . وقد استلم الشيخ محمد القادري نقابة الأشراف من قبل الدولة بمرسوم جمهوري بعد وفاة والده الشيخ أحمد القادري ، واستلم ابنه الشيخ عبيد الله القادري تربية السالكين وإدخالهم الخلوات كما كان يفعل والده الشيخ أحمد القادري ، وفي مدينة عامودا إلى هذا الوقت يذكرون الشيخ أحمد القادري ويضربون به الأمثال بشجاعته وكرمه وتواضعه وخدمته للناس ، وله الآن مقام يُزار من قبل الناس الموجودين في عامودا وحولها ، ويُزار من قبل أتباعه وأحبابه رحمه الله سبحانه وتعالى ونفعنا به وبكافة الأولياء والصالحين . وقد أشرف على هذه التكية بعد وفاة الشيخ ابنه الشيخ محمد القادري نقيب الأشراف بعد والده ثم بعد ذلك انتقلت خدمة التكية إلى أخيه الشيخ عبيد الله القادري الذي ما زال يقوم على شؤونها إلى الآن وقد حدثت في عصره تحديثات كثيرة لهذه التكية القادرية فقد قام في الثمانينات حفظه الله بهدمها وبناءها من الإسمنت والحديد فقد كانت كلها من الطين وكذلك شيد فيها مسجد تقام فيها الصلاة وجعله مجهزا بما يلزم السالكين والمقيمين ثم بعد ذلك قام بتجديدها مرة أخرى في عام 2002 وقام بمشروع عظيم وهو بناء مسجد كبير وكذلك تكية كبيرة تحتوي كافة خدمات الإقامة وكذلك معهدا للعلوم الشرعية وما زال العمل قائما إلى الآن نسأل الله أن يوفقه لما يحبه ويرضاه

مولد سيدنا عبد القادر الجيلاني رضي الله عنه : فقد كان الشيخ رضي الله عنه يحتفل بذكرى ولادة سيدي الشيخ عبد القادر الجيلاني في التاسع من ربيع الثاني من كل عام وفي كل الديار الشامية لا يوجد من يحيي هذه المناسبة غيره وقد يجتمع الناس من كافة البلاد السورية وغيرها من الدول العربية فيها ليحتفلوا بذكرى ولادة الشيخ عبد القادر الجيلاني ، ويصل عدد الحضور في هذا المولد إلى خمسة آلاف شخص وقد يصل إلى عشرة آلاف وبعد رحيل الشيخ رضي الله عنه تابع أولاده إحياء هذه المناسبة العظيمة إلى الآن .

منهجا عظيما يسير عليه التلاميذ : إن من أهم الآثار التي خلفها الشيخ رضي الله عنه هو ذلك المنهج العظيم الذي ورثه أبناء وتلاميذه من بعده وهذا المنهج إنما يتمثل في ثلاثة أمور :

1. المنهج الخلقي : وهذا أهمها فقد عرف الشيخ أحمد الأخضر بخلق عظيم فريد في عصره وأوانه فقد كان يضرب المثل بكرمه وحسن خلقه وكان بيته وتكتيه مفتوحة لكل من قصدها في أي وقت وكان طعاما للطعام بشكل عجيب وكان يساعد كل من قصده وهذا المنهج ما زال موجود في تكتيه فهي مفتوحة لكل من قصدها

2. المنهج التعبدي : كما أسلفنا سابقا فقد كان الشيخ من أهل المجاهدات والرياضات ومن اجل آثاره التي خلفها وراءه هو ذلك المنهج التعبدي العجيب من خلوات ورياضات وأوراد وأدعية منها ما هو مكتوب بخطه ومنها ما هو محفوظ في صدور أبناءه مع الكيفيات الخاصة بها فقد خلف وراءه عشرات بل مئات من الأدعية والأذكار مع الإجازات فيها وقد تناقلها أبناءه وتلاميذه من بعده

3. المنهج الطبي : كان الشيخ رضي الله عنه يعرف بخبرته القوية بأمور العلاج وخاصة الأمور الروحية كالسحر والعين والمس والجنون وغيرها من الأمراض فقد كان يقصد من كل البلاد بهذا وقد خلف وراءه رضي الله عنه خبرة عظيمة ورثها أبناءه منها ما هو مكتوب ومنها ما هو محفوظ في الصدور والناس يقصدونهم إلى الآن للعلاج والتداوي وطلب البركة

كرامات الشيخ أحمد القادري

إن من فضل الله تعالى على أولياءه أن أيدعهم وأكرمهم بالكرامات لكن الكرامة لا تدل على مقام الرجل فقد يكون الرجل من كبار الأولياء لكن لا تظهر على يده كرامات وخوارق وقد تظهر الكثير من الكرامات على يد من هو أقل رتبة منه وقد يكون الرجل جامع للاثنين مقام عظيم وكرامات كما كان حال سيدنا الباز الأشهب رضي الله عنه

وقد عُرف عن الشيخ أحمد القادري الكثير من الكرامات التي يتداولها الناس على ألسنتهم ولو جمعت كل الذي سمعته لما كفاني العشرات من الأوراق لكن سأذكر منها ما سمعته من الناقلين الثقات وما لمسته بنفسي ويشهد الله أننا رأينا من أحواله العجب وأكثر ما سأنقله عن ولده شيخنا الشيخ محمد القادري الذي صاحبه طويلا وكان رفيق رحلاته وسياحاته وبكره من الأولاد وقد عزمت على نشر هذه الكرامات في حياته فأبى علي وقال يا بني إياك أن تحدث بها وأنا حي فلا أريد أن يظن الناس أني التمس الشهرة بوالدي وفعلا التزمت بما أمرني به وهذا ليس تواضعا من الشيخ وتصنعا بل هذه هي حقيقة الشيخ محمد ويشهد الله ما رأيت مثل هذا الرجل ومثل بساطته وإنشاء الله ستتعرفون على سيرته في الرسالة القادمة التي هي مخصصة عن حياته رحمه الله وكنت آخذ هذه القصص بكل صعوبة فلم يكن يحب الحديث كثيرا عن كراماته بقدر الحديث عن أخلاقه ومعاملاته فأقول وبالله التوفيق :

· أخبرني الشيخ محمد القادري نقيب الأشراف رحمه الله تعالى قال : لقد أكرم الله سبحانه وتعالى الشيخ أحمد القادري بالذهاب إلى الحج أكثر من مرة ، وفي إحدى حجّاته عام 1919م حيث نزل هو ومن معه من الحجاج في المدينة المنوّرة ، وفي ذلك الوقت وُجد كثير من اللصوص الذين يسرقون الحجاج عندما ينتقلون من المدينة المنوّرة إلى مكة المكرمة ، فذهب الشيخ أحمد القادري إلى خادم الحجرة الشريفة المسؤول عن المدينة المنوّرة الشريف حسين وطلب منه أن يؤمن للحجاج حرّاساً يحرسونهم في ذهابهم إلى مكة المكرمة فوافق الشريف حسين على طلب الشيخ أحمد القادري ، وأراد الشريف حسين أن يكرم الشيخ أحمد القادري لما رأى منه من هيبةٍ وجلالٍ وتواضع ، فكان إكرام الشريف حسين للشيخ أحمد القادري بأن فتح الحجرة الشريفة التي دُفن فيها أحبُ خلق الله سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، وأذن له بالدخول إليها للزيارة ، وعندما أراد الشيخ أحمد القادري الدخول إلى الحجرة الشريفة أحضر له الشريف حسين لباساً جديداً وأمره بأن يُغير ملابسه قبل الدخول وذلك تأدباً مع هذا المكان الذي أجمع العلماء على أن التراب الذي ضم جسد سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم خيرٌ من بقاع الأرض بأكملها. فدخل الشيخ أحمد القادري الحجرة بصحبة أحد خُدام الحجرة الشريفة فسلم على رسول الله صلى الله عليه وسلم وخاطبه :يا جدّي يا رسول الله : أنا أحمد القادري الحسيني وعندي نسبٌ يصلني بك وأحبُّ أن أتأكد من هذا النسب الطاهر أصحيحٌ أني من أولادك أم لا ؟ فخرج صوت من قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : أنت ولدي ومن كذَّب عليَّ متعمداً فليتبوأ مقعده من النار .فسمع الشيخ أحمد القادري هذا الصوت هو والذي معه ، فخرج من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم مطمئناً لما سمع ومتأكداً من صحة نسبه الطاهر .وهذه الحادثة إلى هذا الوقت يتناقلها تلامذة الشيخ أحمد القادري الذين يعيشون في المدينة المنوّرة وغيرها .

· أخبرني الشيخ محمد القادري نقيب الأشراف رحمه الله تعالى قال : عندما زار بغداد بصحبة ولده الشيخ محمد القادري عام 1937م حيث أراد الشيخ أحمد القادري زيارة الشيخ معروف الكرخي فعندما وصلوا إلى المكان الذي دُفن فيه أضاعوا المقام ، وإذا برجل أتى نحوهما وتكلم مع الشيخ أحمد القادري وقاده إلى قبر الشيخ معروف الكرخي وعندما وقف الشيخ أحمد القادري وابنه الشيخ محمد القادري عند قبر الشيخ معروف الكرخي اختفى الرجل ، فعندما رجعا من عند المقام سأل الشيخ محمد القادري والده عن هذا الرجل الذي كان معهما فقال له الشيخ أحمد القادري هذا هو الشيخ معروف الكرخي قدس الله سره .

· ومن كراماته رضي الله عنها ما حدثني بها الحاج صالح وقد اجتمعت به وهو مؤذن الجامع الكبير في منطقة غويران محافظة الحسكة في الشمال السوري قال : كنت أخرج كل يوم قبل الفجر بساعة من بيتي متوجها إلى المسجد لأفتحه قبل الصلاة وأجهز المسجد للصلاة وكان للمسجد باب كبير وله قفل كبير وكنت في كل ليلة أقفل هذا الباب بالمفتاح وفي ذات يوم خرجت للمسجد فلما اقتربت من المسجد تفاجأت بالباب بأنه مفتوح والنور مشتعل فيه فتوقفت وظننت أن المسجد قد سرق فانتابني خوف كبير لأني كنت مؤتمن على المسجد وما فيه فلما دخلت المسجد فإذا بي أرى رجلا يصلي فانتظرت حتى انتهى من صلاته فالتفت إلي فإذا به الشيخ احمد القادري فنظر إلي وقال وهو يتبسم : لا تخف يا شيخ صالح لم يسرق شيء أنا من فتح الباب فأسرعت وقبلت يده وقلت كيف فتحته وهو مقفول فقال أتعجب من أمر الله لقد فتحته بإذن الله وببسم الله . ويقول الشيخ صالح :وقد تكرر هذا من قبل الشيخ مرات كثيرة فكان كلما مر من الحسكة جاء إلى مسجدنا يبيت فيه ويقضي حوائجه وأقيم على خدمته وكان هذا معروف عن الشيخ فتح الأقفال الموصدة وتجاوزها وقد حدث مثل هذا معه عندما زار الشيخ احمد الراوي في دير الزور عندما منعه الخادم من الدخول لزيارة ضريح الشيخ احمد القادري وهو لا يعرفه فوضع يده على الباب وقال بسم الله ففتح الباب فأسرع الخادم يعتذر من الشيخ ويقبل يده .

· ومن كراماته رضي الله عنه ما حدثني بها الحاج عبد القادر من أهالي مدينة عامودا وهو من الأكراد وقد بلغني انه يعرف كرامة للشيخ حدثت معه فقصدته لمعرفة هذه الكرامة من هذا الرجل فلما زرته وهو يبلغ من العمر فوق الثمانين فأدخلني حفيده لعنده وهو مريض فنظر إلي وتكلم مع حفيده بالكردية وقال : ماذا يريد هذا الرجل . فقلت له أنا من تلاميذ الشيخ محمد والشيخ عبيد الله فقال أولاد الشيخ أحمد فقلت نعم . فقال أهلا بك وبهم وماذا تريد مني فقلت له : بلغني أن كرامة للشيخ احمد حدثت معك أريد التحقق منها ؟ فإذا به يبكي ويقول رحمه الله

نقلاً عن كتاب

الدرر الجلية في أصول الطريقة القادرية العلية

للشيخ مخلف العلي الحذيفي القادري

حقوق النشر والطباعة محفوظة للمؤلف