فَوَائِدٌ عَظِيمَةٌ لِلثَّبَاتِ عَلَى الْمَنْهَجِ
إِنَّ مِنَ الْمَعْلُومِ أَنَّ الْإِيمَانَ يَزِيدُ وَيَنْقُصُ، فَهُوَ يَزِيدُ
بِالطَّاعَاتِ وَيَنْقُصُ بِالْمَعَاصِي، وَهَذَا هُوَ حَالُ أَكْثَرِ النَّاسِ إِلَّا
مَا رَحِمَ رَبِّي، فَالْمُرِيدُ السَّالِكُ إِلَى اللهِ تَعَالَى غَالِبَاً مَا يَكُونُ
حَالُهُ مَا بَيْنَ كَرٍّ وَفَرٍّ، فَتَرَاهُ تَارَةً مُقْبِلًا عَلَى اللهِ تَعَالَى،
مُقْبِلًا عَلَى الطَّاعَةِ وَالْعِبَادَةِ، مُشْتَاقًا إِلَى اللهِ، لَا يَتْرُكُ
لَحْظَةً إِلَّا وَيَتَقَرَّبُ بِهَا إِلَى اللهِ، فَيَسِيرُ إِلَى اللهِ تَعَالَى
قَلْبًا وَقَالِبَاً. ثُمَّ لَا يَلْبَثُ أَنْ تَفْتُرَ هِمَّتُهُ، وَتَبْرُدَ
عَزِيمَتُهُ، وَتَقِلَّ عِبَادَتُهُ، فَيَنْقُصَ إِيمَانُهُ. فَمَا هُوَ الْحَلُّ
لِهَذِهِ الْمُشْكِلَةِ الَّتِي يُعَانِي مِنْهَا كَثِيرٌ مِنَ السَّالِكِينَ الْفُقَرَاءِ
إِلَى اللهِ؟ وَكَيْفَ السَّبِيلُ لِلثَّبَاتِ عَلَى الْعِبَادَةِ؟
لَقَدْ شَكَوْتُ هَذِهِ الْمُشْكِلَةَ لِسَيِّدِي
الشَّيْخِ عُبَيْدِ اللهِ الْقَادِرِيِّ -قُدِّسَ سِرُّهُ، فَأَعْطَانِي حَلًّا يُثْلِجُ
الصَّدْرَ، وَيُقَوِّي الْعَزِيمَةَ، وَيَشُدُّ الْهِمَّةَ، وَقَدْ جَرَّبْتُهُ وَكَانَتِ
النَّتِيجَةُ عَظِيمَةً جِدًا فَأَحْبَبْتُ أَنْ أَضَعَهُ بَيْنَ أَيْدِيكُمْ لِتَسْتَفِيدُوا
مِنْهُ جَمِيعُكُمْ.
فَقَدْ رَوَى الشَّيْخَانُ عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: «لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لِأَخِيهِ مَا
يُحِبُّ لِنَفْسِهِ».
وَإِلَيْكُمْ هَذَا الْجَوَابَ الْكَافِي: قَالَ لِيَ الشَّيْخُ عُبَيْدُ اللهِ الْقَادِرِيِّ -حَفِظَهُ
اللهُ تَعَالَى-: اعْلَمْ بُنَيَّ أَنَّ قُصُورَ الْحَالِ لَا يَكُونُ إِلَّا
بِسَبَبٍ وَاحِدٍ وَهُوَ الْعُجْبُ بِالنَّفْسِ وَرُؤْيَةُ الْعَمَلِ، فَالْمُرِيدُ
عِنْدَمَا تَشْتَدُّ عَزِيمَتُهُ وَتَكْثُرُ عِبَادَتُهُ، تَجِدْهُ يَرْكَنُ إِلَى
نَفْسِهِ وَيَرْضَى عَنْهَا، وَيَظُنُّ أَنَّهُ قَدْ أَصْبَحَ فَالِحًا، وَأَنَّهُ
ذُو هِمَّةٍ قَوِيَّةٍ، وَأَنَّهُ مِنَ السَّالِكِينَ إِلَى اللهِ، وَمَتَى مَا نَظَرَ
إِلى نَفْسِهِ وَرَضِيَ عَنْهَا وَقَعَتِ الْكَارِثَةُ، فَطَرِيقُ الْقَوْمِ مَبْنِيٌّ
عَلَى اتِّهَامِ النَّفْسِ. وَمَهْمَا عَمِلْتَ فَإِيَّاكَ أَنْ تُشْعِرَهَا بِأَنَّهَا
قَدْ أَصْبَحَتْ صَالِحَةً، لِأَنَّكَ إِنْ رَضِيتَ عَنْهَا سَقَطْتَ فِي مَهَاوِي
الطَّريقِ وَسَقَطْتَ مِنْ عَيْنِ اللهِ، وَيَنْبَغِي أَنْ تَتَّهِمَهَا بِالتَّقْصِيرِ
مَهْمَا فَعَلْتَ، وَالصَّالِحُونَ وَصَلُوا إِلَى اللهِ وَنَالُوا أَعْلَى الْمَرَاتِبِ
وَمَا زَالُوا يَتَّهِمُونَ أَنْفُسَهُمْ بِالتَّقْصِيرِ، وَبِذَلِكَ تَابَعُوا سَيْرَهُمْ
حَتَّى وَصَلُوا إِلَى اللهِ بِقُلُوبٍ سَلِيمَةٍ طَاهِرَةٍ. وَكَذَلِكَ طَالِبُ
الْعِلْمِ يَقَعُ فِي هَذِهِ الْحُفْرَةِ عِنْدَمَا يَكْثُرُ عِلْمُهُ، وَيَصِيرُ
مُتَكَلِّمًا بَيْنَ النَّاسِ، وَاعِظًا دَاعِيًا، فَيَظُنُّ أَنَّهُ قَدْ أَصْبَحَ
عَالِمًا، فَتَجِدُهُ يَقَعُ فِي هَذِهِ الْمِحْنَةِ فَيُغْلَقُ عَلَيْهِ، وَقَدْ
يُسْلَبُ عِلْمُهُ، وَعِلَاجُ هَذَا كُلِّهِ بِشَيْئَيْنِ: وَاحِدٌ لِلسَّالِكِينَ،
وَآخَرٌ لِطُلَّابِ الْعِلْمِ، وَهُمَا:
أَمَّا لِلْمُرِيدِ السَّالِكِ: عَلَيْهِ أَنْ يُكْثِرَ مِنْ قِرَاءَةِ سِيَرِ الصَّالِحِينَ،
وَآثَارِهِمْ، وَأَحْوَالِهِمْ، وَمُجَاهَدَاتِهِمْ، وَعِبَادَتِهِمْ، وَآدَابِهِمْ،
وَلْيَجْعَلْ لِنَفْسِهِ وِرْدَاً يَوْمِيًّا مِنْ سِيَرِ الصَّالِحِينَ وَكُتُبِ
الْقَوْمِ، فَإِنَّهُ عِنْدَمَا يَقْرَأُ عَنْ أَحْوَالِ الصَّالِحِينَ كَمَعْرُوفٍ
الْكَرْخِيِّ وَسَرِيِّ السَّقَطِيِّ وَإِبْرَاهِيمَ بْنِ أَدْهَمَ وَالْجُنَيْدِ
الْبَغْدَادِيِّ وَالْإِمَامِ الْجَيْلَانِيِّ وَالْقُطْبِ الرِّفَاعِيِّ وَالسَّيِّدِ
الْبَدَوِيِّ وَالْقُطْبِ الدُّسُوقِيِّ وَالْإِمَامِ الشَّاذِلِيِّ وَغَيْرِهِمْ،
فَإِنَّ نَفْسَهُ سَتُحَدِّثُهُ: (أَيْنَ أَنْتَ مِنْ أُولَئِكْ؟)، فَتَصْغُرُ نَفْسُهُ
وَتَذِلُّ، فَلَا تَجِدُ مَجَالًا لِلْعُجْبِ وَالْكِبْرِ، وَسَتَكُونُ أَحْوَالُ
الصَّالِحِينَ سَدًّا مَنِيعًا أَمَامَهَا، فَعَلَى مَنْ سَتَتَكَبَّرُ! وَبِمَنْ
سَتُعْجَبُ؟ بَلْ سَتَبْدَأُ بِالْاِشْتِيَاقِ لِلْوُصُولِ إِلَى مَا وَصَلَ إِلَيْهِ
الصَّالِحُونَ، فَتَزْدَادُ هِمَّتُهَا وَتَقْوَى عَزِيمَتُهَا شَوْقًا لِلَّحَاقِ
بِأُولَئِكَ الْقَوْمِ، فَلَا تَعْرِفُ الْيَأْسَ وَالتَّقَاعُسَ وَيَكُونُ حَالُهَا
التَّقَدُّمُ دَائِمًا.
وَمِنْ أَفْضَلِ الْكُتُبِ الَّتِي تُفِيدُ فِي هَذَا الْعِلَاجِ كُتُبُ
السِّيرَةِ وَحَيَاةِ الصَّحَابَةِ عُمُومَاً، حِلْيَةُ الْأَوْلِيَاءِ
وَطَبَقَاتُ الْأَصْفِيَاءِ (لِلْإِمَامِ الْأَصْفَهَانِيِّ)، وَالْأَنْوَارُ الْقُدُسِيَّةُ
فِي مَعْرِفَةِ قَوَاعِدِ الصُّوفِيَّةِ، وَتَنْبِيهُ الْمُغْتَرِّينَ، وَالطَّبَقَاتُ
الْكُبْرَى (لِلْإِمَامِ الشَّعْرَانِيِّ)، وَالْفَتْحُ الرَّبَّانِيُّ
وَالْفَيْضُ الرَّحْمَانِيُّ، وَفُتُوحُ الْغَيْبِ (لِلْإِمَامِ الْجَيْلَانِيِّ)،
وَالرِّسَالَةُ الْقُشَيْرِيَّةُ (لِلْإِمَامِ الْقُشَيْرِيِّ)، وَإِحْيَاءُ عُلُومِ
الدِّينِ (لِلْإِمَامِ الْغَزَالِيِّ)، وَمَدَارِجُ السَّالِكِينَ (لِلْإِمَامِ
ابْنِ قَيِّمِ الْجَوْزِيَّةِ)، وَإِيقَاظُ الْهِمَمِ فِي شَرْحِ الْحِكَمِ (لِابْنِ
عَجِيبَةٍ)، وَرِجَالٌ حَوْلَ الرَّسُولِ (لِخَالِدْ مُحَمَّدْ خَالِدْ).
وَأَمَّا لِطَالِبِ الْعِلْمِ: عَلَيْهِ أَنْ يُكْثِرَ مِنْ قِرَاءَةِ سِيَرِ الْعُلَمَاءِ،
وَأَحْوَالِهِمْ، وَآثَارِهِمْ، وَلْيَجْعَلْ لِنَفْسِهِ وِرْدًا مِنْ هَذَا، فَإِنَّهُ
كُلَّمَا قَرَأَ عَنْ أَحَدِ الْعُلَمَاءِ صَغُرَتْ نَفْسُهُ وَأَرَادَتِ اللَّحَاقَ
بِهِمْ، فَلا يَتَكَبَّرُ وَلَا يُعْجَبُ بِنَفْسِهِ عِنْدَمَا يَرَى أَحْوَالَهُمْ،
فَيَكُونُ حَالُهُ طَلَبُ الْمَزِيدِ، وَمَهْمَا بَلَغَ مِنَ الْعِلْمِ يَنْظُرُ إِلَى
نَفْسِهِ أَنَّهُ مَا زَالَ طَالِبَ عِلْمٍ. وَمِنْ أَفْضَلِ
الْكُتُبِ لِطُلَّابِ الْعِلْمِ، هِيَ صَفَحَاتٌ مِنْ صَبْرِ الْعُلَمَاءِ (للشَّيْخِ
عَبْدِ الْفَتَّاحِ أَبُو غُدَّةْ)، وَمُقَدِّمَةُ الْمَجْمُوعِ (لِلْإِمَامِ النَّوَوِيِّ)،
وَإِحْيَاءُ عُلُومِ الدِّينِ (لِلْإِمَامِ الْغَزَالِيِّ)، وَمَنَاقِبُ الْأَئِمَّةِ
الْأَرْبَعَةِ (لِلْإِمَامِ الْمَقْدِسِيِّ).
وَقَدْ جَرَّبْتُ ذَلِكَ، فَكَانَتِ النَّتِيجَةُ عَظِيمَةً جِدَّاً بِفَضْلِ
اللَّهِ تَعَالَى، فَعَلَيْكَ بِهِ إِذَا أَرَدْتَ دَوَامَ الْحَالِ، وَهَذَا لَيْسَ
مِنَ الْمُحَالِ كَمَا يَدَّعِي بَعْضُ النَّاسِ.
وَمِنْ أَسْبَابِ
الْفُتُورِ: كَثْرَةُ الطَّعَامِ، وَكَثْرَةُ
النَّوْمِ، وَكَثْرَةُ الْجِمَاعِ، وَكَثْرَةُ الذُّنُوبِ، وَقِلَّةُ الشُّكْرِ،
وَصُحْبَةُ السُّوءِ، وَأَكْلُ الْحَرَامِ، فَاجْتَنِبْهَا تَسْلَمُ هِمَّتُكَ.
قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ: «وَمِنْ عُيُوبِ النَّفْسِ
فَتَرٌ فِيهَا فِي حُقُوقٍ كَانَ يَقُومُ بهَا قَبَلَ ذَلِك وَأَتَمُّ مِنْهُ
عَيْبَاً مَنْ لَا يَهْتَمُّ بِتَقْصِيرِهِ وَفَتْرَتِهِ وَأَكْثَرُ مِنْ ذَلِكَ
عَيْبَاً مَنْ لَا يَرَى فَتْرَتَهُ وَتَقْصِيرَهُ، ثُمَّ أَكْثَرُ مِنْهُ عَيْبَاً
مَنْ يَظُنُّ أَنَّهُ مُتَوِفِّرٌ مَعَ فَتْرَتِهِ وَتَقْصِيرِهِ، وَهَذَا مِنْ قِلَّةِ
شُكْرِهِ فِي وَقْتِ تَوْفِيقِهِ لِلْقِيَامِ بِهَذِهِ الْحُقُوقِ، فَلَمَّا قَلَّ
شُكْرُهُ؛ أُزِيلَ عَنْ مَقَامِ التَّوْفِيرِ إِلَى مَقَامِ التَّقْصِيرِ، وَسُتِرَ
عَلَيْهِ نُقْصَانُهُ فَاسْتَحْسَنَ قَبَائِحَهُ قَالَ الله تَعَالَى: (أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآَهُ حَسَنًا)، وَالْخَلَاصُ مِنْ ذَلِكَ دَوَامُ الِالْتِجَاءِ
إِلَى اللَّهِ تَعَالَى وَمُلَازَمَةُ ذِكْرِهِ وَقِرَاءَةُ كِتَابِهِ وَالْبَحْثُ
عَنْ مَطْلَبِهِ وَتَعْظِيمِ حُرْمَةِ الْمُسْلِمِينَ، وَسُؤَالُ أَوْلِيَاءِ اللَّهِ
الدُّعَاءَ لَهُ بِالرَّدِّ إِلَى الْحَالَةِ الْأُولَى لَعَلَّ اللَّهَ تَعَالَى
أَنْ يَمُنَّ عَلَيْهِ بِأَنْ يَفْتَحَ عَلَيْهِ سَبِيلَ خِدْمَتِهِ وَطَاعَتِهِ»([1]).
وَمِنَ الْفَوَائِدِ لِحَيَاةِ الْقَلْبِ وَالثَّبَاتِ عَلَى
الْمَنْهَجِ أَنْ تَقُولَ: «يَا حَيُّ يَا
قَيُّومُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ أَرْبَعِينَ مَرَّةً بَيْنَ أَذَانِ
الْفَجْرِ وَإِقَامَةِ الصَّلَاةِ»، ثم تدعو بعدها وتقول: اللَّهُمَّ أَسْأَلُكَ
أَنْ تُحْيِى قَلْبِي، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ
وَسَلِّمٍ». لِمَا رُوِيَ عَنْ أَبِي
بَكْرٍ الْكِتَّانِيِّ أَنَّهُ قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَنَامِ فَقُلْتُ لَهُ: ادْعُ
اللَّهَ أَنْ لَا يُمِيتَ قَلْبِي، قَالَ: قُلْ: «كُلَّ يَوْمٍ أَرْبَعِينَ مَرَّةً
يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْأَلُكَ أَنْ تُحْيِى قَلْبِي،
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَسَلِّمٍ» فَقُلْتُ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ
فَأَحْيِى قَلْبِي([2]). قُلْتُ:
وَهَذِهِ الْفَائِدَةُ مِنَ الْمُجَرَّبَاتِ
الْعَظِيمَةِ الَّتِي أَخَذْنَاهَا
عَنْ مَشَايِخِنَا فَجَرَّبْنَاهَا فَوَجَدْنَا فِيهِ الْخَيْرَ الْكَثِيرَ.
وَمِنَ الْفَوَائِدِ
الَّتِي أَخَذْنَاهَا عَنْ مَشَايِخِنَا لِلثَّبَاتِ عَلَى الْمَنْهَجِ أَنْ تَقْرَأَ: بَعْدَ كُلِّ صَلَاةٍ مَفْرُوضَةٍ
سُورَةَ النَّصْرِ (اثْنَتَا عَشْرَةَ مَرَّةً)،
بِنِيَّةِ الثَّبَاتِ عَلَى الطَّرِيقِ وَهَذِهِ
مِنَ الْمُجَرَّبَاتِ الْعَظِيمَةِ وقد جَرَّبْنَاهَا فَوَجَدْنَا فِيهِ نَفْعَاً كَبِيرَاً.
وَمِنَ الْفَوَائِدِ أَنْ تُكْثِرَ مِنْ هَذَا الدُّعَاءِ بَعْدَ كُلِّ صَلَاةٍ مَفْرُوضَةٍ: اللَّهُمَّ يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ وَالْأَبْصَارِ ثَبِّتْ قُلُوبَنَا عَلَى
دِينِكَ وَارْزُقْنَا الْحَالَ الصَّادِقَ مَعَكَ. رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا
بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ،
اللَّهُمَّ
إِنِّي أَسْأَلُكَ الثَّبَاتَ فِي الْأَمْرِ،
وَأَسْأَلُكَ الْعَزِيمَةَ عَلَى الرُّشْدِ، وَأَسْأَلُكَ شُكْرَ نِعْمَتِكَ،
وَحُسْنَ عِبَادَتِكَ، وَأَسْأَلُكَ قَلْبَاً سَلِيمَاً، وَلِسَانَاً صَادِقَاً، وَأَسْتَغْفِرُكَ
لِمَا تَعْلَمُ، وَأَسْأَلُكَ مِنْ خَيْرِ مَا تَعْلَمُ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ
شَرِّ مَا تَعْلَمُ
المصدر: الكنوز النورانية الطبعة (4) ص: 144